الطيب الامين الطيب يكتب : من تحت الركام ننهض.. دليل البقاء والبناء للشاب السوداني

رأي: خطوة برس
في زمن الفتن والحروب كان في شباب قلوبهم معلقة بالمعاني الكبيرة، ما كانوا بس بيحلموا، كانوا بشتغلوا عشان يحققوا.. وده ما كان في زمن رفاهية ولا زمن المدافع والطائرات،دا كان في وقت السيف والكرب، دا كان زمن الهمة كانت تعلو فوق الصوت والدم، كان الواحد منهم لمن يسمع: “ما ندمت على سكوتي مرة، لكن ندمت على الكلام مرارا”، يعرف متين يتكلم ومتين يسكت، يعني الحكمة كانت سلاح والعلم كان درب، عمر رضي الله عنه بقول: “تفقهوا قبل أن تسودوا”، ودي وصية للشباب إنو القيادة ما بتيجي من فراغ، بتجي من تعب وعلم وتأمل، والشاب البعيش وسط ظروف قاسية زي الحرب ما عندو رفاهية الوقت، لكن عندو فرصة يعيد تشكيل نفسو زي الحديد لمن يدخل النار، بيطلع أصلب وأنفع، شوف كيف الشباب زمان رغم الحروب والدم كانوا أصحاب مبادرات،شوف كيف نشروا العلم، وكيف بنوا دول، وكيف غيروا مجتمعات، لأنو الواحد منهم كان شايل هم الأمة في قلبو، مش همو وبس..، علي رضي الله عنه بقول: “قيمة كل امرئ ما يحسنه”، يعني إذا انت بتحسن حاجة، فدي قيمتك الحقيقية مش الظروف الحوليك، ولا حتى الحرب.. وفعلا الظروف بتضغط، لكن انت بترد بالإرادة والوعي والعمل، وما تنتظر البلد تهدا عشان تبدأ، إنت ابدا عشان تهديها، لكن الحاصل هسه إنو كتير من الشباب استسلموا للإحباط وقنعوا من الإنتاج وقعدوا في بيوتهم، حسوا إنو الدنيا انتهت والحرب سرقت منهم الفرصة، وده أكبر خطر، لأنو السكون في زمن الحركة موت بطيء، والحل ما في انتظار الوظيفة ولا في تمني الهجرة، الحل في الحركة والانتاج، إنتج أي حاجة ولو بتعرف تعمل حاجة بسيطة زي نجارة، صيانة، تصميم، تعليم، قدمها للناس ولو ما بتعرف اتعلم من الموبايل، من اليوتيوب، من ناس حولك، لأنو المعلومة ما بقت بعيدة، الشغل ما شرط يكون كبير لكن شرط يكون مستمر، لأنو كل حركة صغيرة اليوم ممكن تكون فتح كبير بكرة، وما في شي اسمو الدنيا انتهت، الدنيا بتبدا كل يوم، وبتتخلق من الصفر، والإنتاج هو الحبل البربطك بالحياة، خليك منتج حتى في أصعب اللحظات، لأنك لما تنتج بتحس بوجودك وبترجع تسيطر على الواقع، فاختار تكون شعلة ما بتطفي نور ما بينطفي، واختار تبني في زمن الهدم، تكون صوت في زمن السكوت، وروح في زمن الخوف، وخلي دايما في بالك: “لا تكن عبد غيرك، وقد خلقك الله حرا”، دي وصية من ذهب في زمن محتاجين فيهو شباب من ذهب.