د. محمد تبيدي يكتب : مسارب الضي…حكومة بلا حزب.. وأملٌ بلا حدود كامل إدريس يخط خارطة الخلاص الوطني

رأي: خطوة برس
في خطابٍ وُصف بالاستثنائي، أعلن الدكتور كامل إدريس، رئيس الوزراء المرتقب، ملامح التشكيلة الوزارية لحكومة “الأمل”، والتي تضم 22 وزارة صُمِّمت بعناية لتمثل مفاصل الدولة الحيوية، وتكون منطلقاً لمرحلة جديدة تضع الإنسان السوداني في قلب الاهتمام، وترتكز على الكفاءة لا الولاء، وعلى النزاهة لا الانتماء السياسي.
■ التشكيلة الوزارية: رؤية تتجاوز التقليد
أوضح إدريس أن الوزارات تشمل: الدفاع، الداخلية، الخارجية، الصحة، المالية، الموارد البشرية، التحول الرقمي، الزراعة، الثروة الحيوانية، المعادن، الطاقة، التربية الوطنية، التعليم العالي، البيئة، الحكم الاتحادي، الشباب، الصناعة، البنية التحتية، الثقافة والإعلام، العدل، الشؤون الدينية، ورئاسة مجلس الوزراء.
هذه الوزارات ليست مجرد ألقاب، بل أدوات إصلاح، ومحركات لقطار التنمية، ومفاتيح لباب السودان الجديد.
■ الكفاءة أولاً.. لا مكان للولاء الحزبي
وجه إدريس نداءً مباشراً إلى أصحاب العقول والخبرات، بأن يقدموا سيرهم الذاتية للجهات المختصة، مؤكدًا أن شروط الاختيار أربعة:
1. أن يكون سودانيًا مستقلًا.
2. أن لا ينتمي لأي حزب سياسي.
3. أن يمتلك خبرة قيادية وتقنية عالية.
4. أن يكون نزيهًا، صادقًا، وأمينًا.
بهذا، رسم الرجل حداً فاصلاً بين عهدين: عهد التمكين والمحاصصة، وعهد العمل الجاد والتخصص النظيف.
■ إصلاح إداري شامل.. لا مجاملة فيه
في لهجة لا تخلو من الحزم، أشار إدريس إلى وجود عدد كبير من المجالس والهيئات “غير الضرورية”، والتي وصفها بأنها تمثل حكومة ظل موازية، متعهداً بحلها أو دمجها وإعادة هيكلتها بما يخدم المصلحة العامة، لا المصالح الخاصة.
■ تشخيص الداء.. وبداية الدواء
ولم يغفل رئيس الوزراء المنتظر جذور الأزمة، فقدم تشخيصاً موجزاً لكن عميقًا، لأبرز خمس علل تعاني منها الدولة:
– غياب الكفاءة في المناصب.
– ضعف الإدارة والقيادة.
– الفساد المستشري.
– غياب العدالة في توزيع السلطة والثروة.
– انعدام ثقافة قبول الآخر.
مقابل هذه التحديات، وعد إدريس بمنهج إداري راسخ، يجمع بين العلم والخلق، وبين الانضباط الوطني والحكمة المدنية.
■ حكومة الأمل.. لا مجرد شعار
أعلن أن شعار حكومته سيكون: “الأمل”، وأن رسالتها الكبرى هي تحقيق الأمن والرفاه والعيش الكريم.
وهو لا يعد بمستحيل، بل يستند إلى رؤية وطنية تقوم على الصدق والشفافية، واختيار شخصيات مشهود لها بالكفاءة والخبرة والنزاهة، لا بالقرابة والمحسوبية.
■ ختام الخطاب.. دعوة إلى النهوض الجماعي
في ختام خطابه، أكد إدريس أن السودان لا يحتاج إلى موظفين بل إلى رجال دولة، وأن التحديات الراهنة تتطلب “جنوداً في ميادين الحكم”، لا هواة في مقاعد السلطة.
فهل تتحقق نبوءة الأمل؟
وهل يكون هذا الإعلان صفحة جديدة تُطوى بها سنوات التيه، ويُكتب بها عهد جديد؟
السودان الآن على مفترق طرق، وحكومة “الأمل” قد تكون أولى لبنات النهوض… إن صدقت النوايا، ورفرفت رايات الكفاءة فوق أبراج الحكم.
وانا سأكتب للوطن حتى أنفاسي الأخيرة