د. بابكر عبدالله محمد : يوميات من الريف السوداني والمصري (4 من 4)

رأي: خطوة برس
بسم الله الرحمن الرحيم
لإجراء مقارنة او مباينة بين الريف السوداني والريف المصري هذا اسلوب علمي يحتاج لأعمال دقيقة تجري بابراز المتشابهات والمختلفات بين الريفين .
### حضارة عريقة في وادي النيل [[ السودان ومصر ]]
علي امتداد. شمال السودان من ارياف الوسط والشمال ومن ريف حاضرة الخرطوم بحري وعلي بعد اقل من مائة كيلومتر تبدا اثار تاريخية شاهدة علي حضارة عريقة لما قبل.الميلاد باكثر من ثلاثة الف عام ق.م. وتبدا بشواهد تاريخية خالدة من منطقة المصورات الصفرا قبل شندي وبعدها وباقل من ٩٠ كيلوا تبدا منطقة البجراوية والتي تشتمل علي عدد من الاهرامات شرق وغرب طريق التحدي الذي يربط وسط البلاد بشماله. ثم نشاهد مناطق الكرو والبركل وهي تشتمل علي اثار تاريخية واهرامات ظلت هي علي حالها تماما كالاراضي الزراعية حول النيل بضفتيه الشرقية والغربية عذراء ونظيفة .لم يطمثها انس قبلها ولا جان .وكانت شاهدة لمنطقة حضارة باذخة ومزدهرة ..وتمتد اثار الحضارة حتي منطقة الاقصر في صعيد.مصر وتمتد حتي الجيزة في مصر علي الضفة المقابلة للقاهرة مع تباين حجم الاهرامات بين مصر والسودان ..ولكن انظار الغرب وتحديدا امريكا تتباين في تمجيد الحضارة حيث عمدت ان اتخذت قناة CNN الامريكية اهرامات ورمال البجراوية داخل السودان شعارا لها . وهذه دلالة ذات أهمية خاصة .
– **ا الزراعة والصناعة والتجارة والذهب والاتصال بالعالم**: عبر التاريخ عرفت مصر بزراعة مزدهرة مصداقا لقوله تعالي [[ وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ]] وفي هذا دلالة راجحة ان ارض مصر كانت تزرع قبل الاف السنين بمختلف المزروعات المشار اليها في الايات اعلاه .وبالتالي تكون اراضي مصر قد استنفدت خصائص الزراعة الطيبة وصارت في عصر الناس هذا لا تستوي فيها الزراعة الا باضافات كيماوية معقدة واسمدة ومخصبات مكلفة.
– بينما ادخر اراضي السودان خاليه من كل مهددات البيئة وسلامة النبات والغذاء .. الأرض اصبحت فقيرة في مصر ولعل في ذلك تعويض وإدخار لارض المن والسلوي من اراضي [[ السودان ]] وادخارها لعهد جديد بإذن الله تعالي حيث تتوفر كل الظروف الطبيعية المواتية لنهضة زراعية وحضارية سليمة ونظيفة جديدة تقوم علي معادلات انسانية جديدة وروابط تاريخية قديمة تفرضها عوامل الزمن والتاريخ وتوالي الأمم و تعاقب الهمم وفقا لدورات الزمان . .
### **الريف السوداني: جمال وحياء عذراء ينتظر التخطيط والتزاوج والنماء **
نعود إلى الريف في أقصى شمال السودان، وأهم ما يميز ريف وبلدات وقري وسط وشمال أقصي السودان بسلامة ونظافة البئية…فالبيئة نظيفة وأمنه وتنتظر حكومة دكتور كامل إدريس ليخطط لها مع فريقه المنتظر لنهضة مستقبلية شاملة ..
### **مباينة بين الريف السوداني والمصري**
أشعر **بحزن غامر** حين أقارن بين الريف السوداني والمصري:
– **الريف المصري**: إنتاج واسع من الخضر والفواكه والاعلاف ، لكنه يعاني من التلوث وفساد الجودة. والدليل علي ذلك الفيديو المصاحب والذي يدلل بصورة قاطعة علي توفر المياه بقنوات الري ولكنها مياه اسنة واحيانا سوداء اللون وزرقاء وخضراء اللون وليست بالطبع كما راينا في قنوات الري في جنة الله في الأرض في مشروع نوري الزراعي في شمال السودان والمخصص لزراعة المانجو والنخيل .
– **فالريف السوداني**: كفتاة صبية ـ** وهي ارض عذراء غنية بمواردها**، لكنها مهملة، تنتظر من يكتشف كنوزها ويُفجّر طاقاتها ويحييها ويعيد سيرتها من جديد …
### **خاتمة: البيئة والإفساد**
يقول الله تعالى:
> **﴿وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾** (الأعراف: 56)
الإنسان بطموحه المادي أفسد البيئة، رغم أن السودان ما زال يحتفظ بجزء من نقائه ونظافة وسلامة بيئته ، لكنه يحتاج إلى إرادة وعمل لاستعادة مكانته.
د. بابكر عبدالله محمد علي
والي اللقاء في المنشور القادم .
الأحد 22 يونيو 2025م