خالد محمد الباقر يكتب: على نار هادئة…متطلبات الراهن السوداني .

رأي: خطوة برس
⭕ يمر السودان اليوم بفترة تاريخية مضطربة تزامنت مع تصاعد النزاع الداخلي الذي لم يهدأ لأكثر من عامين، مما ينذر بدخول البلاد في عام ثالث من المعاناة والألم. إن الصراع المستمر في السودان ليس مجرد حادثة عارضة، بل هو نتيجة لمجموعة من العوامل المعقدة التي تشكل خلفيته السياسية والاجتماعية. فبعد الثورة التي عمت البلاد، تعرضت الدولة إلى صراعات سياسية عميقة ومؤلمة أدت إلى تفكيك الوحدة الوطنية وزيادة الفجوة بين مختلف المكونات الاجتماعية.
⭕ تتعدد الانتماءات السياسية والفكرية في السودان، مما يعكس التنوع الغني في المجتمع ولكن في نفس الوقت يجعل مواجهة الأزمات أمراً بالغ التعقيد. ومع تعدد الآراء والانتماءات، تبرز الحاجة الملحة إلى حوار وطني شامل يهدف إلى توحيد الصفوف وخلق رؤية وطنية مشتركة. فالجيش السوداني، رغم كل الانتقادات التي قد يتعرض لها، يحمل مشروعاً وطنياً يمكن أن يلعب دوراً محورياً في إعادة بناء الذاكرة الوطنية وفي دعم الوحدة بين مكونات المجتمع.
⭕ تظهر تجارب التسلط على السلطة والقيادات المتصارعة أن هذه الصراعات لن تعود بالنفع على الشعب السوداني الذي عانى وما زال يعاني من ويلات الحرب والفتنة. نزوح جماعي وفقر وفقد عزيز، كل هذه أرتال من المعاناة التي تكبدها المواطن السوداني. إن التحديات التي تواجه البلاد تتطلب شجاعة وتوحداً من جميع الأطراف، إذ أن الاستجابة الفعالة تحتاج إلى تجاوز المصالح الشخصية والبحث عن المصلحة العامة التي من شأنها أن تعيد الأمل للشعب.
⭕ لقد شهدنا في التاريخ كيف يمكن للدول أن تتحول من الفوضى إلى الاستقرار إذا ما وُجدت الإرادة السياسية الحقيقية. لذا، يجب على المسؤولين أن يدركوا أهمية المرحلة الحالية وأهمية اتخاذ خطوات إيجابية نحو تشكيل حكومة تحقق الاستقرار والسلام. يجب أن تتم محاسبة الأفعال وفتح قنوات الحوار مع جميع الأطراف، بما فيها تلك التي تتبنى رؤى متباينة.
⭕ يمتلئ تراب السودان بقصص ومعاناة أجياله، ومن غير المقبول أن يستمر الوضع الراهن. فالسودان يستحق مستقبلاً أكثر إشراقاً، مستقبل يتناسب مع آمال وطموحات شعبه. إن الوقت قد حان لنقول بصوت واحد: السودان للسودانيين، دون تخصيص أو تمييز. كلنا أمل في تحقيق السلام والاستقرار والأخذ بيد الوطن نحو غدٍ أفضل.





