رأي

المغتربون.. شمس السودان التي لا تغيب

بقلم : محمد بابكر

لاتخلو أسرة سودانية من وجود عدد من أبنائها بدول المهجر(الاغتراب)

وتعريف المغترب عندنا في السودان بأنه كائن عطوف يشعر بهموم أسرته وجيرانه ونسابته وابناء قريته ووطنه الكبير. فكل قرية لديها قروب واتس جل اعضائه من المغتربين وكل مبادرة تطرح لمشروع يساهم المغتربين بنصيب الأسد في قيام المشروع وكثير مايساهم المغتربين بقيمة المشروع كله.
المغتربين سلسلة متوارثة من العطاء وإثار النفس.

المغتربين تجدهم دائما يعملون للوفاء باحتياجات اهل القرية او الحي فمثلا يقومون بدعم المسجد من فرش وتكييف ومراوح واحتياجات المدارس من اجلاس وصيانة وتهيئة البيئة للدراسة. وصيانة مستشفى القرية وجلب الأجهزة التي تنقصه وشراء (موتور) لسقيا سكان القرية بالمياه ودفع رسوم العمليات التي يعجز اهل المريض عن دفعها لتكلفتها الغالية و دفع كشف الوفيات والاعراس. (بالله المغتربين ديل خلو للحكومة شنو.. شنو الماشالوهو من مسئولية. شالو الشيلة كلها كل حمل البلد شالوهو)
ورغم ذلك لم نسمع (بحزب ) للمغتربين طلب وزارات اوسفارات اوهيئات تكون من نصيبه.

بالله شوف التفاني والاخلاص ده في حب الوطن كيف. (بدفعو من سكات) عطاء بلاحدود ودون مقابل.

المغتربين بذلو كل مافي وسعهم لاسعاد أسرهم وإعادة البسمة للوطن.
جاهدوا بسنوات عجاف(بين فراق الأوطان ونار الغربة) قدموا الغالي والرخيص لأسرهم وللوطن دون من أو اذي.
التحية لكل مغترب ضحي بعمره وجهده من أجل أن يحيا شعب السودان عزيزا ابيا التحية (للطير المهاجر زمن الخريف) التحيةوالتجلة لكل ريال أو درهم او دولار جاء بجهد وعرق وسهرالمغتربين ليعيش كل لاجئ ونازح داخل وخارج السودان بعزة وكرامة وكبرياء.

لعل سمعة السودانيين الجميلة ابان فترة الحرب بدول المهجر عامة وفي مصر خاصة كان سببا فيها بعد تحلي شعبنا بالأخلاق الكريمة اخوتنا المغتربين بسندهم ومساهماتهم في اسعاد تلك الاسر التي افقرتها الحرب اغنوهم عن الحوجة و السؤال.
وعاشوا عزيزي النفس مرفعوعي الراس.
لهم منا كل الدعوات الطيبات. فقد يسرو لهم العيش الكريم والسكن المريح.

الاغتراب مدرسة الخلص والاوفياء تعلم منها مغتربي بلادي العزة والكرامة والأمانة مما جعل كل دول العالم تحترم السودانيين وتأمن لهم واصبحت كلمة (سوداني) في دول الاغتراب تعني الأمانة والشجاعة والكرم وعفة اليد واللسان.

الاغتراب مدرسة قائمة بذاتها
فاليوم الذي يبدأ فيه المغترب مرحلة الاغتراب بمغادرة الوطن جوا او بحرا اول ما يتعلمه هو أنه ينسى نفسه ولا يفكر في ذاته و يعمل لاجل اسرته الصغيرة ووطنه الكبير و يدفع كل مايملك للوطن و يبذل مابيده مهما كانت ظروفه(تحت المطر وسط الرياح). (وكان تعب منك جناح في السرعة زيد).
المغترب كل طموحه ان يرى أسرته وبني وطنه يعيشون في رغد من العيش.

كل المحن والكوارث التي ألمت بالشعب السوداني كان المغتربين الأكثر استجابة واخلاص وتجرد ونكران ذات.
ومن هنا اهمس في اذن السيد رئيس مجلس الوزراء بأن اخوتنا المغتربين قدمو للوطن كل مايملكون وضحو بزهرة شبابهم وتجرعو ويلات الاغتراب سنوات عجاف . حرموا العيش وسط أهلهم واولادهم وذويهم السنوات الطوال.

وضحو بكل غال ونفيس من اجل ان يحيا شعب السودان بعزة وكرامة… فلا تحملوهم فوق طاقتهم حينما يعودوا ادراجهم لارض للوطن. لاترهقوهم بكثرة الإجراءات التي يختلقها موظفي الدولة والتي تتفشي بعدم المتابعة والمراقبة للعاملين بالدولة.
عندما نشبت الحرب لم يكن هنالك سند للشعب من بعد الله غير المغتربين.
وصمود المواطنين بالمدن والقرى كان بسبب تحويلاتهم ودعمهم الا محدود.
خروج المواطنين من المناطق الملتهبة الي الولايات الآمنة كان بدعم تحويلاتهم
لجؤ المواطنين الي دول الجوار وسكنهم وعيشهم في تلك الدول كان بدعم المغتربين وتحويلاتهم.

السيد رئيس مجلس الوزراء
اعطي المغتربين حقهم.
خفف عنهم فقد خففو عنا لاترهقوهم بالضرائب الباهظة فقد دفعو ماهو اكبر من الضريبة دفعو ضريبة الوطن أضعاف مضاعفة لاتكبلوهم بالجمارك. وهنالك من لم يقدم شيئا للوطن ولايدفع ضريبة.
ردوا الجميل لهم فلن توفوهم حقهم ولواعطيتم كل مغترب مخصصات وزير.
نعم علينا أن نتداعي لنداء الوطن وأن نحترم من وقف مع الوطن وقاتل ودافع بالسلاح والمال والجهد والعرق كل يقاتل في ميدانه الذي يليه حتى يعلو شأن الوطن.

فقد ساهمت تحويلات المغتربين في توفير الغذاء والماء والدواء والتعليم، وهي أمور أصبحت صعبة المنال للكثيرين داخل السودان وخارجه.
اصبح كثيرون من اهل السودان يعتمدون على هذه التحويلات لتغطية تكاليف المعيشة اليومية،

اضافة إلى التحويلات الفردية، نظم المغتربون مبادرات لجمع التبرعات وتوفير المساعدات الغذائية والإيوائية للمناطق المتضررة

ايضا يمتد دور المغتربين ليشمل دعم الأسر التي لجات إلى دول ألجوار حيث أصبحت هذه التحويلات بمثابة طوق نجاة لهم.
على الرغم من هذه التحديات، يظل المغتربون السودانيون يمثلون ركيزة أساسية في صمود أسرهم ومجتمعهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

دور المغتربين السودانيين برز منذ اول يوم بعد اندلاع الحرب
كشريان حياة أساسي، قدموا دعمًا حيويًا يفوق في كثير من الأحيان قدرة المؤسسات الحكومية، بما في ذلك وزارة الرعاية الاجتماعية. والزكاة والمعاشات والتأمين الصحي.

اتمنى ان تتضرع كل مساجد السودان بعد خطبة كل جمعة بالدعاء لقواتنا المسلحة حصن السودان الحصين وهم في الثغور وفي الخطوط الامامية و لأخواننا المغتربين شمس السودان التي لاتغيب بان يجزيهم الله عن شعب السودان خير الجزاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى