رأي

خـالــد محمـد الباقــر يكتب: عـلــى نــار هادئــــة … صرخة وطن ، الـيـقـظـة أو الـفـنـاء ! يا برهان

رأي:خطوة برس

⭕ في لحظات الهدوء الحذر التي نتمناها، نتخيل عودة الحياة إلى إيقاعها الهادئ، وأنوار الطمأنينة تضيء نفوس أهلنا في كل بقعة آمنة. هذا الحلم الجميل هو غاية آمالنا ومبتغانا. لكن علينا أن ننزع نظارة التفاؤل المفرط ونُحدق في وجه الحقيقة القاسية . إن خصمنا ليس جبهة واحدة، بل هو تحالف متعدد الألوان، تقف خلفه أيادٍ خائنة، وعقول مأجورة ، وأعداء يتسربون إلينا من كل حدب وصوب . جميعهم يتآمرون لإيقاعنا في المهالك، ولا يساورهم أدنى شك في رغبتهم الجامحة لرؤية زوالنا الأبدي عن وجه البسيطة .
⭕ إن قوى التمرد، ومن اصطفت خلفها من شركاء الغدر، لا تكل ولا تمل. إنها تُدير عجلات المؤامرة وتُجدد الشراكات الآثمة مع أعداء السيادة الوطنية وسماسرة النزاعات . هؤلاء هم عصبة أصحاب المطامع الذين يتاجرون بالدماء، والذين لم يتورعوا عن الاستعانة بـ “مرتزقة” وأعوان لكل قوة شيطانية هدفها الخسف بأرضنا وتدنيس عزتنا . مشروعهم الخبيث يهدف بوضوح إلى تجفيف منابع الرجولة في هذا الوطن ، واستنزاف إنسان السودان الأصيل . ما نراه هو إجهاض ممنهج للوطن، يُنفذ للأسف الشديد عبر ثغرات غادرة من أبناء جلدتنا!
⭕ الأمن القومي.. لا مساحة للغفوة ،في هذا الظرف التاريخي الدقيق الذي تتشابك فيه خيوط الفتنة، وتُحاك فيه الدسائس بخبث بالغ ، يقع الحمل الأثقل على قمة الهرم السيادي . على قائد الدولة، ورئيس مجلس السيادة، أن يكون متفطنًا بحدس القائد الذي يقرأ ما بين السطور، وأن يظل مُتيقظًا كحارس ليل لا يغمض له جفن. لا مجال للركون إلى تفاؤل أعمى أو تراخٍ في الحسابات؛ إن كل حركة للعدو، وكل همسة تآمر، يجب أن تكون مرصودة ومحسوبة
⭕ إن الـيـقـظـة الاستراتيجية لا تكتمل بحدس القائد فحسب، بل تتجسد في تفعيل الأدوات الميدانية الصارمة . فالحوادث الأمنية الأخيرة تشير بوضوح إلى أن تدعيم ورفع مستوى استشعار العدو لدى قواتنا، وإظهار الحضور الأمني الفاعل والواضح، بات ضرورة قصوى .
⭕ لذلك، يتوجب إعادة النظر جذريًا في الترتيبات اللوجستية والأمنية لمداخل ومخارج الولايات الآمنة. إن التشديد المُحكم للرقابة على البوابات ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو الخطوة التكتيكية الفاصلة التي تحبط مخططات الأعداء، وتُسهم بفعالية في إغلاق كل منافذ التسريب المُهدرة، ووقف السيولة الأمنية التي تهدد نسيج استقرارنا الاجتماعي والاقتصادي .
⭕ الأمن القومي للبلاد ليس مسألة هامشية تُترك للصدف، ولا هو حِمل يُوزع على الأكتاف الغافلة. إنه مسؤولية القائد الأزلية والأولى . فـ الأمن يا سادة، هو مسؤولية البُرهان .
⭕ والقائد هو الراعي الذي اؤتمن على الرعية وعلى الحمى . ومقياس نجاحه يكمن في قدرته على استبصار الخطر قبل وقوعه، واجتثاث جذور الخيانة قبل أن تورق . فإما أن نرتدي درع اليقظة الاستراتيجية الكاملة، وإما أن نواجه مصير الفناء الذي يتمناه لنا كل حاقد وغادر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى