محمد بابكر يكتب: حملة قومية لتوطين علاج الكبد

رأي: خطوة برس
في خطوة استراتيجية حاسمة وبدعم رفيع المستوى من المجلس السيادي والأمم المتحدة أطلق السودان حملة قومية تهدف إلى محاصرة انتشار أمراض الكبد وتوطين علاجها في ظل تفاقم الأزمة الصحية بسبب الحرب.
في لحظة فارقة تعكس تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية أُعلن اليوم الثلاثاء من مدينة بورتسودان عن انطلاق
الحملة القومية للتوعية بأمراض الكبد تحت الشعار المعبر كبدك سندك ودعمك سنده.
هذا الحدث الصحي البارز الذي نظمته الجمعية السودانية لرعاية وتوطين زراعة الكبد بالشراكة مع وزارة الصحة الاتحادية اكتسب زخماً كبيراً برعاية وحضور نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار ووزير الصحة الاتحادي المكلف الدكتور هيثم محمد إبراهيم وممثل منظمة الصحة العالمية، الدكتور وائل فضل المولى مما يبعث برسالة قوية حول جدية الدولة في التعامل مع هذا الملف الصحي الشائك.
في كلمته الافتتاحية دق الدكتور محمد شريف محمد الحسن رئيس الجمعية ناقوس الخطر قائلاً نشهد وتيرة متزايدة لانتشار أمراض الكبد بسبب ظروف الحرب التي شلت أجزاء كبيرة من نظامنا الصحي وأضاف أن هذه الحملة ليست مجرد حدث عابر بل هي خط الدفاع الأول وصرخة استغاثة لإنقاذ آلاف الأرواح مؤكداً أن الهدف الأسمى هو الوصول إلى سودان خالٍ من أمراض الكبد .
هذا التحذير وجد صداه لدى منظمة الصحة العالمية، حيث أكد ممثلها الدكتور وائل فضل المولى أن أمراض الكبد تشكل عبئاً عالميا مشيداً بالمبادرة السودانية وقال نؤكد دعمنا الكامل لهذه الحملة النوعية وسنعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا في السودان لتوفير كل الدعم الفني واللوجستي اللازم.
من جانبه ألقى راعي الحملة الفريق مالك عقار كلمة قوية تعهد فيها بدعم الدولة الكامل لتوطين زراعة الكبد في السودان واصفاً إياه بـالهدف الاستراتيجي الذي لا تراجع عنه وأعلن عن التزامه بتذليل كافة العقبات وعلى رأسها العمل على إنشاء صندوق قومي لدعم زراعة الكبد وتضمينها ضمن مظلة التأمين الصحي.
هذا الالتزام السياسي قابله تعهد تنفيذي من وزير الصحة الدكتور هيثم محمد إبراهيم الذي أكد أن الوزارة تتبنى مشروعاً مشتركاً مع الجمعية لزراعة الكبد كجزء من خطط إعادة تأهيل النظام الصحي لمرحلة ما بعد الحرب.
الحملة التي تنطلق كمرحلة أولى في ولايات البحر الأحمر الجزيرة النيل الأبيض والنيل الأزرق لن تقتصر على اللافتات والمنشورات، بل ستتضمن
فرقاً ميدانية متخصصة لإجراء الفحوصات. عقد ندوات توعوية للمواطنين تدريب الكوادر الصحية لضمان استمرارية الأثر.
في ظل التحديات الجسمية يمثل انطلاق هذه الحملة من بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة بارقة أمل حقيقية وإعلاناً بأن معركة السودان من أجل البقاء لا تقتصر على الميدان العسكري بل تمتد لتشمل معركة لا تقل ضراوة
معركة الحفاظ على صحة مواطنيه.




