رأي

عابد سيداحمد يكتب : إبر الحروف… تلفزيون السودان والضرب على الميت حرام !!

* لقد تجنى الزميل الأستاذ محمد عثمان الرضى أمس في مقال له على تلفزيوننا القومي بهجومه القاسى عليه وطلبه منه بأن يكون بحجم تحديات المرحلة وهو يعلم ان الضرب على الميت حرام

* فكان ياما كان عندنا تلفزيون اسمه تلفزيون السودان.. كان يجعلنا نحلق حوله كل يوم لمتابعة اخباره المخدومة بجهد ونحس من خلالها بعرق فرق اعدادها و التي كانت تعطيها الأصوات القوية التي تقدمها قوتها و أبعادها مَن امثال الجزلي وضو البيت والصباغ واسحق ويسرية والآخرين المميزين إلى جيل اماني عبد الرحمن السيد كما كانت له برامجه السياسية العميقة المواكبة للاحداث الجاذبة للمتابعة وبرامج المنوعات المفيدة التي تقدم بفهم وتوصل رسائلها بوعي و حتي برنامج ساحات الفداء في زمانه كان َََمهما ومؤثرا من جهد إعداده و طريقة عرضه
*
* اما تلفزيوننا الحالي الذي إصابته بعد انتقاله لبورتسودان لعنة إغلاقه لتلفزيون البحر الأحمر واحتلاله لمقره وإيقافه لبثه ليحل هو محله مع سيطرة مجموعة محدودة عليه ومنع زملائهم المبدعين الآخرين الذين عملوا فيه بالسنين وابدعوا وارتبط بهم المشاهد وارتبطوا به من العمل معهم بحجج واهية ليخرج إلينا في غياب أطباء الإبداع أولئك َميتا
*
* وهذا َماتؤكده البيوت السودانية التي يندر أن تجد فيها من يشاهده مثلما لانجد على شاشات المسئولين بالدولة انفسهم بمكاتبهم غير قناتى الحدث والجزيرة
* ووصل حد عدم الاعتراف بتلفزيوننا لضعفه أن يستعين الفريق ياسر العطا في ام درمان بعد تحريرها في عكس عودة الحياة لاحيائها بقناة الحدث الاجنبية
* و ان ترافق الرئيس البرهان في زيارته التفقدية قبل اياَم في أسواق وأحياء محلية كرري موفدة الحدث

* ودفع تلفزيوننا المواطن بضعفه لَمتابعة الأحداث الجارية ببلده من قنوات الآخرين ومتابعتة للحوارات حتى التي تجرى مع الرئيس البرهان عبر القنوات الخارجية فتلفزيوننا من ضعفه يصعب عليه أن يجد التجاوب من القادة الكبار باقتطاع جزء من زَمنهم للحوار والذين يرون أن عدم َمشاهدته لا توصل مايريدون للخارج من رسائل
* و التلفزيون الذي يعلق ضعفه على شماعة الإمكانات ينسى انه هو من صنعها وصار يبكي خلفه بفشله في إنشاء إدارة للإنتاج التجاري واصراره على الاعتماد كليا على الدولة ومواردها الشحيحة
* وفشله في أن يرتقي بمحتواه لمستوى الفضائيات والإصرار على العمل بروح و إيقاع التلفزيون الارضى واخبار العلاقات العامة المحلية لولاة الولايات الذين لهم تلفزيوناتهم المحلية
* كما لم يستفد التلفزيون حتى من وجود مكتبه في ام درمان بالتقصير في دعمه
* وهو التلفزيون الوحيد في العالم الذي لايجد له رعاة لبرامجه فالراعي يريد الانتشار وهو مالايحققه له تلفزيونيا غير المشاهد

* وتلفزيوننا المهجور َمن الجمهور ومن المسئولين بالدولة لايمتلَك مجلس إدارة لأول مرة في تاريخه تراقب وتقيم وتقوم أدائه أو تحاسب على القصور في وقت فيه إذاعة مثل بلادي يضم مجلس إدارتها الان أكبر القامات الإعلامية التي تجتمع بشكل دورى وتجيز الخطط والبرامج و الهياكل وتقييم وتقوم ولاتسيير كما يسير تلفزيون بلا رقيب ولا حسيب

* و مدير الهيئة استاذنا البزعي الذي نقدره تقاعد للمعاش من عامين ولم تجعل الحكومة له بديلا لتريحه من ( تلتلة) التنقل الَمستمر بعد معاشه بين الإذاعة في عطبرة والتلفزيون في بورتسودان ولم يفلح رئيس الوزراء في تعيين خلفا للأستاذ عمار شيلا الذي اعتزر بعد تعيينه رئيسا لقطاع التلفزيون الذي فقد كل أركانه بعد مجيئه لبورتسودان بإبعادهم بحجة الإمكانيات المالية التي كان حلها بعودة نجومه والارتقاء بمحتواه والذي سيرتقي بايراداته الذاتيه ويجعل الحكومة تلتفت إليه وتتخذه نافذة لها لكنه لم يفعل وقبل بالوضع الذي وضع نفسه فيه أو أراد أن يكون فيه لا فرق

* وبالتأكيد بعودة النيل الأزرق في رمضان سيعود الجمهور للشاشات السودانية لأن النيل الأزرق قناة تعرف كيف تجذب الجمهور والاعلان بمذيعيها المميزين وببرامجها الجاذبه كما تعرف حتى في السياسة كيف تتفوق وثؤثر وبرنامج الطاهر حسن التوم حتى تكتمل الصورة وبرنامج قبل الطبع وغيرها من البرامج عالقة الأذهان ربنا يطرأ الجنرال حسن فضل المولى الإداري المبدع بالخير والتحية لخلفه الرائع شيلا

* فلا ترهق نفسك اخي ود الرضى بالبكاء فالحال لن يتغير في ظل غياب إرادة التغيير وإبعاد المبدعين وغياب رؤى التطوير لتشكيل الحضور القوى الذي يجعل تلفزيونيا لافتا وسط قنوات العالم وفي عدم اهتمام الحكومة بالتدخل للإصلاح والتي اختارت ان تتصدق عليه كل شهر بما يتيسر وتلجا للقنوات الأجنبية التي تجاوره في الاقمار لتوصيل رسائلها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى