إقتصاد

كتبت علينا .. مطار القضارف الدولي…أما آن الأوان

بقلم : الصادق الهادي

في الأسبوع الاخير من شهر نوفمبر الماضي تابع أهل القضارف حملات الرش الجوي عبر الطائرات لمكافحة البعوض الناقل للملاريا وحمى الضنك والتي نفذتها حكومة الولاية لأول مرة عبر مطار العزازة التاريخي الذي كان مركزها الرئيسي ، كان المشهد ملفتا طائرات تقلع وأخرى تهبط وفي ايام معدودة اكملت تغطية محليتي البلدية ووسط القضارف المجاورتين للمطار..
ظلت الحكومة المركزية تستخدم مطار العزازة منذ قبل الاستقلال عندما يفد مسؤولوها لمنطقة القضارف منذ أن كانت مجالس واصبحت محافظة ثم تطورت إلى ولاية كان المهبط الرئيسي لطائرات رؤساء السودان منذ الراحلين اسماعيل الأزهري وإبراهيم عبود والمشير نميري والإمام الصادق المهدي( اسأل الله لهم الرحمة ) وحتى الرئيس السابق المشير عمر البشير وغيرهم.. في نوفمبر ١٩٨٤م كانت اكثر رحلاته الجوية شهرة عندما تم عبره نقل اليهود الفلاشا باكبر جسر جوي شهده تاريخ المنطقة بطيران سلاح الجو الأمريكي الذي نفذ من مطار سوداني كان ذلك في عهد الرئيس الراحل المشير نميري ..
يتميز مطار العزازة انه قريب جدا من مركز المدينة يبعد عنها بأقل من (١٠ كلم) وبه مهبط صخري كبير ورمال ذات طبيعة ثابتة يمكن بقليل من العمل الهندسي المتخصص يصبح مدرجا لمطار دولي مدني مع موقع وسطي أكثر أمانا ..
قبل حرب مليشيا التتار الجدد الانتقامية وفي عهد الوالي السابق محمد عبد الرحمن بدأ اهتمام حكومة الولاية بانشائه بالتعاون مع سلطة الطيران المدني( شركة مطارات السودان ) باعتبار ان المطارات مشروع اتحادي اذ اكتملت المسوحات الجغرافية وتحديد المساحة التي يحتاجها لمدرجاته وصالاته ومكاتبه واعماله اللوجستية وتأهيل الطريق الذي يصله بمركز المدينة ، وقف المشروع رغم أهميته الاستراتيجية للسودان ولولاية القضارف كما المشاريع الاتحادية القائمة في الولاية( مشروع الحل الجذري لمياه القضارف ).
يتحدث أهل المركز ان الحرب أوقفت تشييد المطارات ولكننا تابعنا صيانة وتوسعة مطار بورتسودان الدولي لأهميته وبعده مطار عطبرة وشاهدنا صيانة وتوسعة مطار كسلا الدولي وبعده مطار الدمازين .
لأهمية ولاية القضارف الاستراتيجية وهي معلومة للكافة انها مطمورة أهل السودان وصمام امنه الغذائي وعندما تكالبت المنظمات و الأعداء إبان هذه الحرب وبدأوا يذيعون تقارير أن في السودان مجاعة ردت عليهم ولاية القضارف عبر مزارعوها باطنان الذرة والسمسم والمحاصيل الأخرى التي تنوء بها صوامعها ومخازنها وشونها تنتظر فتح باب الصادر ، أما آن الأوان أن يكافأ مواطنوها ومزارعوها ومغتربيها ومستثمريها ومرضاها الذين يستشفون خارج البلاد بتكملة إنشاء مطارها المدني الدولي ليربطهم بالعالم الداخلي والخارجي بدل اضطرارهم لإستخدام مطار كسلا الذي يبعد عنهم[ ٢١١كلم ].
في السنوات الأخيرة قدمت ولاية القضارف عبر اجسامها المختصة[ وزارة المالية بالولاية][ مفوضية الاستثمار ]تسهيلات كبيرة لقيام بنية صناعية متعددة باستقطاب مستثمرين وشركات صناعية وشهدت الولاية مصانع جديدة بمناطق القضارف المختلفة واكتملت مسوحات مدن صناعية جديدة وظهرت ماركات( صنع في القضارف) عبر مصانع مواد غذائية وتحويلية استفادة من المنتجات الزراعية بالولاية ووجود أسواق التوزيع بالولايات المجاورة والعالم الخارجي فقط ينقص استثمارهم في الولاية وجود مطار دولي يربطهم ومنتجات مصانعهم بالعالم .
بدأت حكومة الولاية الترتيب لانعقاد ملتقى الاستثمار الخامس بالولاية في قادم الأيام بمشاركة الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات والمستثمرين من داخل السودان والعالم الخارجي نأمل أن تتضمن مسودات واوراق حكومة الولاية التي سوف تقدمها لجانها المعنية في الملتقى المحضور إكمال مشروع [مطار القضارف الدولي ] .
زار ولاية القضارف في أكتوبر الماضي بعد تعيينه وزيرا بحكومة الأمل المدنية وزير الثروة الحيوانية والسمكية ا.د.احمد التجاني المنصوري وعند لقائه بوالي الولاية الفريق محمد احمد حسن وحكومته بشرهم أن ولاية القضارف سوف تكون أول الولايات التي ستنفذ فيها وزارته مشروع (مدينة الإنتاج الحيواني تربية ماشية ودواجن وصادر البان ولحوم وانشاء مسالخ ومدابغ ومصانع اعلاف ) للصادر والداخل لوجود كل مقومات النجاح بالولاية لكننا نهمس في اذنه أن القضارف تحتاج لانجاح هذا المشروع الاستراتيجي الهام للسودان لمطار دولي يربطها بالعالم.

رسائل:
إلى سلطة الطيران المدني وشركة مطارات السودان :
ولاية القضارف ظلت من قبل استقلال السودان هي المنتج الأول للمحاصيل الزراعية الاستراتيجية واكبر مناطق تقدم الصادرات الزراعية للعالم الخارجي حتى أن ماركة سمسم القضارف ظلت تجوب العالم شرقا وغربا بالجودة والتميز ، ظل مزارعوها وتجارها والمستثمرين فيها يدعمون الخزينة العامة بعوائد صادراتهم على مر العهود المختلفة أما آن الأوان وضع مطارها الدولي المدني ضمن خططكم القادمة عبر رؤية متوازنة لمواكبة نهضتها التنموية وتسهيلا لحراك وتنقل مواطنيها ومزارعيها ومستثمريها وحتى المغتربين من أبنائها وربطهم داخليا وخارجيا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى