محفوظ عابدين يكتب : مسارات… عبر ودروس..في الفهم المنقوص
رأي: خطوة برس
حدثتني شخصية رفيعة المستوى في الدولة السودانية ان رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد لديه (فهم) أو اعتقاد جازم ان السودان أرض (عربية) ولكن سكانه غير (عرب).
وساعتها لم أدقق في حديث تلك الشخصيةرفيعة المستوى في الدولة السودانية حول حديثها عن رؤية وفهم رئيس دولة الأمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد.
ولكنني بعدها قد تخيلت ان محمد بن زايد قد طاف بنظره نحو خريطة السودان فوجد في شمال السودان اهلنا النوبة من الحلفاويين والسكوت والمحس فقال ان هؤلاء ليسوا عربا وهم اصحاب لهجة محلية( رطانة) ،وعندما اتجه بن زايد بنظره نحو شرق السودان وجد البجا من البني عامر والهدندوة والحباب والأمرأر وغيرهم فقال إن هؤلاء ليسوا عربا.وجال بنظره الى جنوب كردفان وقال ان هؤلاء النوبة ليسوا عربا واطال النظر في دارفور ورأى المساليت والزغاوة والفور فقال ايضا هؤلاء ليس من العرب
أما العرب في شمال كردفان والشمالية ودارفور ونهر النيل والجزيرة فإن هؤلاء كانوا هم احفاد العرب الذي جاءوامع الفتح الاسلامي مع عبد الله بن ابي السرح او الهجرات العربية التي سبقته فإن نسبة العروبة عند هؤلاء قلت بسبب التداخل مع القبائل الافريقية ،وبالتالي فان النظرة الثاقبة للشيخ محمد بن زايد تقول ان السودان أرض عربية ولكن سكانه ليسوا عربا.
وقد تكون واحدة من اهداف وأسباب الحرب التي نشبت في السودان هي عملية (التغيير الديمغرافي) وذلك بتوطين (عرب) الشتات في النيحر ومالي وتشاد وافريقيا الوسطى في السودان بدلا من سكانه الاصليين الذي يعتقد بن زايد أنهم غير عرب.
وحديث ذلك المسؤول رفيع المستوى في الدولة السودانية يحاول ان يجد (مقاربة) بين حديث بن زايد هذا وعملية التغيير الديمغرافي التي صاحبت الحرب في السودان.
ولكن لو تأمل هذا المسؤول رفيع المستوى قليلا لوجد الجزيرة العربية نفسها حتى من قبل الإسلام ليست عربا خالصا ومثالا لذلك عنترة بن شداد العبسي وهو رجل أسود وهو منسوب الى قبيلة عبس، وفي الإسلام النماذج غير العربية كثيرة ولكن اشهرها سيدنا بلال الحبشي وهنالك سليمان الفارسي وهو من بلاد فارس ايران وافغانستان حاليا ونال شرفا كبيرا (سلمان منا آل البيت).
واذا نظر المسؤول السوداني رفيع المستوى الى دولة الأمارات العربية المتحدة ( نفسها) التي يرأسها محمد بن زايد يجد ان الذين يقومون فيها اكثر من 75% من السكان غير عرب من الهنود والبنغالة ومناطق جنوب شرق أسيا وحتى السكان الاصليين من دولة الأمارات فإن نسبة كبيرة منهم اصولهم من ايران يعني غير عرب ،وبالتالي فان فهم محمد بن زايد بان السودان أرض عربية ولكن سكانه غير عرب فإنه بذات الفهم فإن الأمارات أرض عربية ولكن سكانها غير عرب مثل السودان كما زعم بن زايد حسب قول ذلك المسؤول السوداني رفيع المستوى.
فاذا كان السودان أرض عربية وسكانها غير عرب وإن عمليات توطين (عرب الشتات) هي واحدة من الاهداف الحرب ليكون السودان دولة عربية أرضا وسكانا ، فإن بن زايد اذا نظر حول سيجد ان يحتاج الى حروب كثيرة ليجعل كل الاراضي العربية سكانها من العرب، واول هذه الاراضي هي فلسطين فهي أرض عربية سكانها غير عرب من اليهود الذين جاءوا من جميع انحاء العالم من أصحاب الجنسيات المختلفة تبدأ من روسيا ومرورا بكل دول أوربا وانتهاءا باليهود الفلاشا من الحبشة.
وإن كان هذا هو الفهم فإنه يهدم مبدأ اسلاميا (لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى) فإن اهل السودان في الشمال والشرق وكردفان دارفور هم مسلمون. ولكن أرض الأمارات أرض زايد الخير فيها الآن البوذيين والمجوس وعبدة الابقار فماذا انت فاعل يا أبن زايد؟ لتكون دولة الأمارات دولة عربية ارضا وسكانا؟.