عابدسيداحمد يكتب : إبر الحروف … سر الهوى والمسافة صفر !!
رأي : خطوة برس
* المسافة صفر اليها … هكذا احساس الناس فى ظل التقدم المذهل لقواتنا المسلحة تجاه ودمدنى
* ومسافات المشاعر دائما خطواتها اكبر واسرع من حركة الارجل والاليات
* والمشاعر التى لا تكذب تقول :
* إنتي من وين يابنيه وناويه علي وين السفر قلتي لي مدني الجميله مدني يا أجمل خبر
* والخبر منذ التقدم الذى حدث باسترداد مصنع السكر العقبة الكبيرة التى كانت تقف امام تقدم قواتنا ثم استرداد ود الحداد وام القرى والاقتراب من مدنى سبق الشوق الناس اليها قبل العينين
* ولام المدائن ارض المحنة ودمدنى محبة خاصة عند اهلها ولدى الذين نزحوا اليها بعد سقوط الخرطوم فاحتضنتهم بحب
* مالو اعياه النضال مدنى
* وروحى ليه مشتهية ودمدنى
* ليت حظى يسمح ويسعدنى
* طوفة فد يوم فى ربوع مدنى
* هكذا غنى لها ابنها الموسيقار محمد الامين الذى كان فى مشفاه فى امريكا امنيته ان يعود اليها لتكتمل عافيته برؤيتها لكنها سقطت فجاه قبل عودته وفارق هو دنيانا قبل ان يعود ويطوف فى ربوعها
* وكيكل الذى اعان المليشيا على السيطرة على مدنى شاءت ارادة الرحمن ان تجعله الدال للجيش على مفاتيح النصر
*
* ووالى الجزيرة الذى اعلن امس اقتراب موعد الفرح
* يؤكد على وعد قطعته قواتنا قبل ايام لنائب القائد العام الفريق كباشى بان لا تتوقف القوات المسلحة الا فى مدنى
*
* وجميعهم ينفذون تعليمات القائد الفريق البرهان التى اطلقها فى سنجه يوم استردادها بان يكون الاحتفال فى مدنى
* ومدنى التى كنا بها يوم سقوطها وعايشنا فيها لحظاته المريرة التى لم نكن نتوقعها مدينة جعلت الحزن مقيما فى دواخل الناس
* خاصة وانه قبل السقوط بيومين كنا قد غنينا وفرحنا وبكينا وضحكنا فى كل ارجاء الجزيرة لهزيمة المليشيا وطردهم وابعادهم من الاقتراب من مدنى
* ومدنى التى كنا نقيم بها فى ماوانا الامن قبل ان نتفاجا بارتفاع اصوات الرصاص التى ظنناها فى البداية انها عمليات تمشيط
* ثم جاءت الصدمة الكبرى عندما عرفنا بخبر دخولهم ودمدنى ليتبدل فرحنا الذى خرجت له كل الجزيرة قبل يومين بسحق المتمردين وهروب البقية الى حزن كبير
* لتجول بخاطرى حينها احاسيس مفاجاة سقوط الخرطوم ولاننا لانحتمل رؤية الاوباش خرجنا بصعوبة من ودمدنى الى سنار عبرالطريق الممتلئ بالناس عن اخره
* فهنا من يحمل والده العاجز على درداقه وهناك من من يحمل شقيقته المقعدة على كتفة ليمشى مشوار الساعات الطويله والاطفال يبكون من حرارة الشمس وكبار السن يتساقطون من الاعياء ووو …والمشاهد كلها مبكية كما كانت مغادرة مدنى الحبيبة محزنة ولسان الحال :
* غير مدنى مالى دواء
* وفى مدنى سر الهوى
* خرجنا و العبرة تخنق الناس على الخروج القسرى
* ودارت دورة الايام والان يسبقنا الشوق قبل العينين للمدينة الجميلة المحبوبة بعد ان صارت مسافة المشاعر صفر وعزم الجيش ووعده الا يتاخر