د . بابكر عبدالله محمد يكتب : (( نحو منهجيات جامعة قاصدة لتجديد الفكر الاسلامي )) المنشور العاشر ( ٤ من ٥ )
،بسم الله الرحمن الرحيم
تحت عنوان
(( تحت المغالطة الكلاسيكية الفلسفية هل نستطيع بناء المنهج؟ )) Under Philosophical Classical Fallacy Can We build the Approach ?
مواصلة للمنشورات السابقة حول بناء منهج جامع سليم للعمل علي نسج شتات الكلمة والملة المسلمة وفقا لمنظور تجديد.الفكر الاسلامي الذي كاد ان يضيع وفقا للانقسامات التي شلت جماع وكلمة الأمة الاسلامية ..
نواصل من حيث انتهي المنشور السابق …وهو دور و أهمية المنظور الفلسفي الذي يتكئ علي بناء اي منهج فالح وسليم وقاصد لتحقيق
ألاهداف الكبري للامة المسلمة …أن اسس بناء المنهج في عصرنا هذا يبني علي اسس أربعة وهي علي النحو التالي :
١/ اساس ايماني عقدي توحيدي.
٢/ اساس اجتماعي .
٣/ اساس نفسي .
٤/ اساس معرفي .
ولقد اوضحت من قبل أن أحد مصادر المعرفة بنيت علي اللغة ممثلة في المنطق الفلسفي والرياضي..اوما يعرف بالجدل الدياليتيكي او الخلاف الجدلي
(( Dialectical Dispute ))
ولذلك بذلوا في الغرب جهودا مضنية وكثيفة في علوم اللغات والمنطق وتفننوا فيه ولم يتوانوا حتي في دعم اللغات المنقرضة في اصقاع افريقيا التي يستهدفونها وعملوا علي احيائها بشتي الطرق و قاموا بكتابة هذا اللغات المنقرضة بالحرف اللاتيني وعملوا علي بناء نظم جديدة لكتابتها بما يعرف (( Transcription Systems)) لتصل رسالتهم للمستهدفين. واهتموا بنشر اللغة الإنجليزية بصورة متعاظمة ففرضت نفسها علي العالم واصبحت اللغة الاولي علي مستوي العالم قاطبة (( Universal Language )) ثم نشأ من قديم ما يعرف بمفهوم المغالطة الفلسفية الكلاسيكية في الجدال وإيجاد براهين لتدعيم أفكارهم ورؤاهم…والذي عرف بال (( Classical Fallacy )) وهي
(( A philosophical fallacy can be described as a faulty argument, one that is not based on sound reasoning or logic. These can be made on purpose or by mistake. If you use a fallacy in your argument, you’re more likely to come to an incorrect conclusion, mislead your audience, and be called out for your error))
وهذا التعريف نشرحه بما يعرف بالمغالطة الفلسفية التقليدية والتي توصف كجدلية او برهان مغالطة ويعتمد .علي برهان عقلي او يعتمد علي مسببات او منطق فكري .وهذه الجدليات يراد بها تحقيق غرض او ان تحدث بالخطأ وعندما تستخدم هذه الفرضية الخاطئة تقود الي خلاصة غير صحيحة او تقود الإنسان الي خطا والتي يمكن أن نسميها خطأ…ولعل هذا المعني والبيان يبدو من النظر اليه كأنه شئ صحيح وهو تماما كلمة حق يراد.بها باطلا .لكنها تعزز للجدل الذي لا يتحقق الا بالعقل ..اذا قمنا بتحليل المفهوم الفلسفي التقليدي لهذا المعني او أخذنا في الاعتبار ان له أكثر من عشرون ٢٠ نمطا او نوعا من العبارات والتي تدل علي معاني محددة (( 20Types)) وابرزها الثلاث انواع او انماط ما يعرف بال
(( ad hominem )) او (( Switch)) (( Bandwagon))او
ولنعطي شرح سريع للثلاث انماط فالاولي تعني العمل علي قتل الشخصية المقارعة بالحجة الصحيحة بشتي الوسائل القذرة والكذب وذلك ما برع فيه أعداء الإسلام اما الثانية ( Switch) وتعني مفتاح الاظلام او الظلامية حينما تدير مفتاح الكهرباء وهو مابرز وبرع فيه اهل اليسار بمختلف اتجاهاتهم حينما يدعون الي ان الإسلام والشريعة هي دين الرجعية والظلامية …اما الثالثه فتعني عربة الجوقة الموسيقية (( Bandwagon )) وهو احد مظاهر الموضة والرمز الذي يحتذي به باعتبار إن عربة الموسيقى هي اتجاه رائج للغاية لدرجة أن الجميع يرغبون في المشاركة فيه.. او مثلا إذا بدأت في ارتداء أصيص زهور على رأسك لأن الجميع يفعلون ذلك، فأنت قد قفزت على عربة غريبة في عالم الموضة. الشئ الذي افرغ الموسيقى كفلسفة من محتواها ونتج عنها الرقص المعيب والخلاعة الملازمة لها .وهناك أيضا أساليب اخري لتأكيد.الجدل والسفسطة المنهي عنها المسلم عنها وهي تعرف :بال
(( Appeal to ignorance ))
وهذا اسلوب يدعو الي تكذيب من يجادل بتوضيحات عدة فيوصف الشخص علي انه علي حطا دوما.
وهذه كلها امثلة لتعزيز الجدل والسفسطة التي افاض و استغرق فيها الفكر الاشتراكي والفكر المادي الراسمالي الغربي واشتركوا سويا في تطويرها واستيلادها علي الدوام لخلق التباين والاختلاف بين المسلمين علي وجه التحديد وعلي زرع الفرقة والاختلافات بين المجتمعات والتي أرادوا افتراسها بعد ان افترسهم ضلالهم بأيديهم وبما كسبوا وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون …اما المنهج الاسلامي الراشد والقاصد الي مرضاة الله سبحانه وتعالي فهو اسلوب سهل ومبسط ويخلو من التعقيد.ويدعو للتيسير والسهولة في اخذ الاشياء بكل يسر وبساطة مطلقة وهو منهج أساسه الاعتقاد الايماني الراسخ والتوحيدي الخالص لله تعالي والذي يدعونا بالإيمان الغيبي والمطلق بالله سبحانه وتعالي مع اعمال للعقل والتفكر والتدبر في آياته وبيانه وفقا لعلاماته الواضحة و الداله علي خلقه لهذا الكون والخلائق كافة كما وردت في القران الكريم واحاديث المصطفي عليه الصلاة والسلام.. ونكتفي بهذا القدر لنتواصل في المنشور القادم بغرض التلميح لماذا نظن الصعوبة او الفشل في بناء منهج تجديدي قاصد ..ونواصل في شرح المنهج لغد افضل بإذنه الله تعالي .
والله ولي التوفيق
د.بابكر عبدالله محمد علي
السبت ٧ ديسمبر ٢٠٢٤م