رأي

د.بابكر عبدالله محمد يكتب : (( نحو منهجيات جامعة قاصدة لتجديد الفكر الاسلامي )) … المنشور العاشر ( ٥ من ٥ )

بسم الله الرحمن الرحيم

تحت عنوان

(( المغالطة الكلاسيكية الفلسفية مقابل تحليل الخطاب ))
(( Philosophical Classical Fallacy vs. Discourse Analysis ))

كل ما احاول أن اصل لخلاصات ونهاية المنشور ووضع خطوط عريضة لبناء المنهج القاصد الشامل للامة المسلمة تستوقفني بعض الحادثات الطارئة والتي تستدعي تناولها او التعريف بها ، لما لها من تأثير واضح علي بناء المنهج …ان بناء المنهج يعتبر شئ دقيق وعظيم ويستحق ان يتولي امره مجموعة من المفكرين والعلماء وقادة الامة ومن مختلف التخصصات ، وهو واجب وأمر عام وفرض كفاية يقوم به البعض ويسقط عن الاخرين . ذلك لانه مجال مختصين فهو مهمة ليست بالسهلة واليسيرة وينتظر القيام بها من اهل الاختصاص و القادة والعلماء والاكاديميين علاوة علي الإعلاميين علي وجه الخصوص و علي مستوي الدولة والحكومة والقادة ومراكز الدراسات القومية الاستراتيجية .
فلقد استوقفتني الملاسنة بين القائد العام الفريق اول ركن/ عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة ردا علي تسريب فيديو منسوب للشيخ والدكتور / عبدالحي يوسف حفظهما الله تعالي .
ومن حسن الصدف ان يتزامن مع مجئ الوزير الشاب الاستاذ / خالد الاعيسر وزيرا للثقافة والاعلام والذي وجد ترحيبا كبيرا في وسط غالبية الشعب السوداني الداعم للقوات المسلحة في حرب الكرامة الدائرة الان …ولعل مواقفه وكسبه الجرئ والذي دشن به مسيرة عمله من خلال الدعوة لتوحيد تحليل الخطاب السياسي والحكومي .او ما يعرف بال :
(( Discourse Analysis ))
ما هو تعريف تحليل الخطاب؟
تحليل الخطاب هو عملية تقسيم موضوع أو مادة معقدة إلى أجزاء صغيرة من أجل الحصول على فهم وإستيعاب أفضل لهذا الموضوع أو المادة المصرح بها ..من خلال تطبيق منطق ( Logic ) وان هذا المنطق الخطابي او التقنية في علوم الرياضيات والمنطق منذ القدم او (ما قبل أرسطو 384–322 ق. م.) لأنها ذات ارتباط فلسفي وخاصة في قانوني التكامل والتفاضل .. على الرغم من أن التحليل كمفهوم رسمي قد تطور كثيرا و حديثا نسبياً . ولقد تناوله العديد من الفلاسفة في الغرب وعلماء تفسير وتاويل دلالات القرآن الكريم .وفي الغرب تناوله الفيلسوف جون لانج شو اوستن حينما كتب كتابا فلسفيا باسم (( كيف نصنع الاشياء بالكلمات )) او (( How to do things with words )) by J.L Austin.
او اذا ما تناولنا فلسفة ارسطو من الجانب الايجابي والمعني الخاص بها او ماهيتها او في تساؤل ما هي الفلسفة ؟ ….فالفلسفة لها دور مهم واساسي في إنقاذ عقل الإنسان وتغيير طرائق انماط التفكير والتغيير والتقدير للاشياء عند الإنسان عموما. وتكمن أهميتها في القدرة علي إثارة الأسئلة الصحيحة لوضع المعالجات السليمة والموفقة لإصلاح الاشياء وفق منهج شامل وقاصد …وفي ظل الملاسنة والاختلاف بين القادة وبتاويل التفسيرات والتاويلات للملاسنة التي جرت بين القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة / البرهان من جانب والداعية عبدالحي يوسف من جانب .نستدعي قول الامام مالك : من أخطأ لا يؤخذ بخطئه، الخطأ مردود مثل ما قال مالك رحمه الله: “ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر” يعني النبي ﷺ، وكل عالم يخطئ ويصيب، فيؤخذ صوابه ويترك خطؤه، وإذا كان من أهل العقيدة السلفية ووقع في بعض الأغلاط، فيترك الغلط ولا يخرج بهذا من العقيدة السلفية إذا كان معروفًا باتباع السلف، ولكن تقع منه بعض من تبعات تقتضي منه التوضيح ..
وهو مطلب ضروري وهام للغاية واستراتيجي . ولكن تحت ظل الحرب الاعلامية الشاملة والضروس التي تشنها قوات الدعم السريع ومن ساندهم في الداخل والخارج .ويشن من خلالها حملة اعلامية كاذبة تتدثر بفلسفة فلاسفة الغرب بتصوراتهم القديمة الضالة والمفضية لهلاك وضياع الامة المسلمة ..ولعل مادار بين الاثنين من تصريحات تصب في خواتيمها لصالح العدو والدعم السريع ومن يساندوه ويشكلون له حاضنة سياسية بكل غباء ويسهمون معه في الوقت نفسه بتدمير الوطن وتشريد شعبه الصابر المحتسب ..ذلك ان الغالبية العظمي من الشعب السوداني ظلت مؤيدة وبشدة للقائد البرهان ويلقي في الوقت نفسه الشيخ الدكتور / عبدالحي يوسف احتراما وتقديرا منقطع النظير في المجتمع السوداني وبكافة طوائفه وعلمائه ومريديه …ولكن ان يقع العالم الدكتور عبدالحي في مصيدة المغالطة الفلسفية الكلاسيكية ويرد عليه القائد البرهان بعنف ولا يخلو من تعريض لمن يقفون معه في خندق واحد في معركة الكرامة فهذا اختراق وهزيمة نفسية مؤقتة يسعد بها مؤيدي الدعم السريع ومرضي داعميهم من اعلاميين وغيرهم ممن يصطادون في الماء العكر …..
وهذه الحوادث وغيرها، هي بمثابة فال حسن في حد ذاته ، ذلك حين دعا وزير الثقافة والاعلام الجديد في اول حديث وتصريح له بضرورة توحيد الخطاب السياسي والحكومي للدولة .. . ان بناء منهج جامع و سليم للعمل علي نسج شتات الكلمة والملة المسلمة وفقا لمنظور تجديد.الفكر الاسلامي الذي كاد ان يضيع وفقا للانقسامات التي شلت جماع وكلمة الأمة الاسلامية. وكما أشرت ان في تصريح الشيخ / عبدالحي يوسف تصريح اتي في غير ما توقيت سليم وكان الاجدي ان يكون من باب النصح والارشاد وليس من باب التشهير في العلن ولا اجتهاد كثير لي في ذلك فالأمر واضح كما الشمس في يوم من غير سحاب ممطر …ولكن من جانب اخر إذا أراد القائد البرهان ان يصنع الاشياء بمثل هذه الكلمات التي أطلقها في الشيخ فإنه لا تعدو ان تكون وميض نار تحت كومة القش والتي لو تم تفكيكها وتقطيعها تستدعي علي البرهان ان ينظر في كل الاتجاهات شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لا ستدعاء تقلبات الظروف وتقلبات اسباب اندلاع هذه الحرب والتي يتوافر فيها عنده أسبابها الأساسية ومن اشعلها ؟ ومن حرق وحطم ودمر البلاد؟ ومن سلب وقتل واغتصب من الحرائر؟ …وانا كان لابد من استدراك ما حدث …فعليه ان يوجه اجهزته الامنية والاستخباراتيه والامنية و العسكرية والقضائية بالقيام الفوري والعاجل بوضع اليد علي كل من يمتلك معلومات مؤكدة عن من تسبب في هذه الحرب؟ ومن فض الاعتصام ؟ ومن جلب المخدرات من موانئ تلك الدويلة ؟ ومن سرق دهب جبل عامر ؟ومن؟ ومن ؟.ختاما ارجو ان اشير الي الخاتمة والممثلة في :
((كسرة الختام)) ????????????????:
هي ما قال به بعض الشهود من الإعلاميين والصحفيين وابرزهم كاتب وصحفي احسب انه يعاني من مرض عسر نفسي شديد. …حيث صرح في تصريحات واسعة الانتشار ان من تسبب في هذه الحرب هي فئة ليس فعلها من باب منافسة سياسية ناعمة بل قضية جنائية تستدعي النطق بالشهادة فيها أمام اروقة المحاكم الجنائية وترقي للخيانة العظمي . ولن يستقر السودان بعدها للابد ان لم يقدموا لمحاكمات جنائية ..
ومن هذا الباب فإن السودانيين قطعا سيرحبون بكل اهل تقدم الابرياء و بالمشاركة في السلطة القادمة..حسب ادعاء الصحفي البارع الي المشاركة في السلطة من جديد. ان لم يكونوا طرفا في جريمة هذه الحرب. (( وهذه النقطة أيضا تحوم حول المغالطة الفلسفية )) الداعية لتاثيرات الخارج … ويتحول بالطبع بقيتهم ممن ثبت اشتراكهم في هذه الحرب والتي شوهد العديد منهم وهم ممسكون بالمدافع والبنادق و في قلب أرض المعركة .وتجري عليهم احكاما بالخيانة العظمي ….
والا فلينظر البرهان يمنة ويسرة وشمالا وجنوبا .ان كانت تصريحاته بغرص التلاعب بالعبارات والكلمات. فليعلم القائد البرهان .ان حالة الاتحاد. في السودان بعد ١٥ ابريل لا تحتاج لكثير تفسير او تاويل …والا فإن هذه الحرب ستستمر وتكون حرب شاملة في كل أرجاء البلاد ولمدة غير معروفة او محدودة .
فكفي ضياعا وانتظارا فليصلي البرهان نحو القبلة لأجل سلام في السودان دون ((تقزم)) المجرمة ودون من يدعو لتطرف يميني في السودان…. بل السودان دولة مسلمة قاصدة ولكل فئات وألوان وطوائف المجتمع السوداني ..فليعلن البرهان قوميته ووطنيته الشاملة لكل ابناء الوطن الواحد المساند لقواته المسلحة …
ونكتفي بهذا القدر لنتواصل في المنشور القادم بغرض التلميح لماذا نظن الصعوبة او الفشل في بناء منهج تجديدي قاصد ..ونواصل في شرح المنهج لغد افضل بإذنه الله تعالي .
والله ولي التوفيق
د.بابكر عبدالله محمد علي
الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠٢٤م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى