رأي

د.بابكر عبدالله محمد يكتب : (( خطوات بناء المنهج )) …المنشور الثالث عاشر ( ١٣ )

بسم الله الرحمن الرحيم
:
(( خطوات بناء المنهج ))
تحت عنوان
.(( الفلسفة والخلق في القران الكريم مقابل سفر التكوين في الكتاب المقدس ))
Philosophy and Creation in Holy Quran VS. Genesis in the Bible .))
المنشور الثالث عاشر ( ١٣ )

تبقي الفلسفة دوما عملا ملتصقا بالبناء السليم لإيجاد المنهج القاصد.للانعتاق الحضاري والبنائي السليم لمستقبل الامة الاسلامية ونهضتها وعلي وجه الخصوص في سودان المستقبل ما بعد الحرب الدائرة الان والتي استهدفت كيان وسيادة ووحدة السودان وانسانه وشعبه الطيب الصابر المؤمن. وهي مشاركة طوعية احسبها مساهمة متواضعة لتلمس طرق المعالجة السليمة لقضايا المستقبل تحت ظل ضغوط متزايدة بلا هوادة او هوية يشنها الغرب النصراني اليهودي المتطرف تحت ستار كذوب هو علمانية الدول وابعاد الدين عن حياة الناس ..
والغرب في الواقع عبارة عن دول دينية في دساتيرها وبمسخ مشوه وبعيدا عن روح الدين والايمان وبتكريس عال للمادية والمصلحة البراغماتية المطلقة .
وسنحاول ان نختصر دون افساد للمعني المقصود بالمرور سريعا علي فلسفة الخلق في سفر التكوين في الكتاب المقدس العهد الجديد وفلسفة الخلق في القران الكريم . ومن مصادر موثوقة لفلسفة الكتاب المقدس وفهم فلسفته ومقاصده في سفر التكوين انقل لكم الاتي :
1/ وردت في موقع الكتاب المقدس عن الخلق انها عبارة موجزة تعلن أن الله خلق السموات والأرض وكذا ما ورد في باقي الإصحاح في سفر التكوين او الخلق .
2/ أن عبارة التكوين تشير أن الله خلق المواد الأولية في صورة غير كاملة ثم تأتي باقي آيات الإصحاح لتشرح كيف استخدم الله هذه المواد الأولية (المشار لها هنا بكلمة الأرض) ليصنع منها أرضنا الجميلة.
٣/ التكوين هو سفر البدء وهو بداية كل شيئ فلفهم اي تاريخ او اي احداث او اي نبوات يجب ان نبدأ من التكوين بداية العالم ، بداية التاريخ البشري ، والأسرة، والحضارة والخلاص فمثلا لنفهم العبودية والبنوة لله نبدأ نفهمها من التكوين, لنفهم الايمان والاعمال ايضا نبدأ نفهمها من التكوين , لنفهم الزواج والطلاق .
٤/ يقدم لنا سفر التكوين بداية النبوات الخاصة بمجيء السيد المسيح كمخلص العالم، فقد وعد الله الإنسان بعد السقوط مباشرة أن نسل المرأة يسحق رأس الحية ، ولم يقل نسل الرجل لأن السيد المسيح جاء متجسدًا في أحشاء القديسة العذراء مريم بغير زرع بشر ، هذا الذي سحق رأس الحية القديمة أي إبليس. ولم يعوا ان الله خلق ادم من غير اب وام . وكذلك امنا حواء …وهذه كلها من سلبيات فهم النصاري واليهود لفلسفة الخلق والحياة والبعث والحساب .
اما القران الكريم ورسالة المصطفي صلي الله عليه وسلم وهي خاتمة الرسالات والدين الكامل تقول الفلسفة الاتي : إن الله عز وجل ربط بين الخلق وبين الحكمة والعلة من الخلق فلم يخلق الله الخلق عبثاً ولا لعباً وإنما خلق. الخلق. جميعه لحكمة ، وخلق تفاصيل الخلق لحكم عظيمة يدركها الإنسان في خلقته ، وفيما حوله من المخلوقات التي يمتلئ بها هذا الكون و فيما حوله من حيوانات وحشرات وشجر ونبات ومن بحار وأنهار وجبال وسهول ورياح وأمطار وهي حكم متعددة.. وأن اية قرآنية تدل على خلق الكون.قال تعالى: [[“قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ * وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً للسَّائِلِينَ * ]]. وربط القرآن مابين فلسفة الخلق والحياة ثم الحساب والعقاب في اليوم الاخر …
و يعد البعث بعد الموت ، وحشر الخلائق إلى بارئها لنيل جزائها يوم القيامة، من العقائد الأساسية في القرآن الكريم، ولما كانت هذه العقيدة محل شك من قبل المشركين كما حكى الله عنهم قولهم: { أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون }(الصافات: 16) فقد اهتم القرآن اهتماماً بالغاً بإثبات هذه العقيدة وتقريرها واصبحت من المهام الرئيسة التي ذكرها الله تعالي في كتابه العزيز …
ويتضح جليا نقص الفهم والفلسفة الصحيحة لما في كتاب الإنجيل وذلك لما اعتراه من تزييف وتحريف وفهم خاطئ لقضايا الإنسان الكبري في هذه الحياة …وبالتالي ادت هذه المفاهيم الخاطئة الي وقوع النصاري واليهودي في فخ التزوير والتحريف. فختم الله تعالي شرائع ومناهج الرسل والامم السابقة بدين الإسلام الخاتم علما بأن كل الرسل والكتب والانبياء،كانوا مسلمين وعلي الفطرة و الحنيفية السمحة والإسلام……فكيف لنا أن نتخذ مناهجهم في حياتنا واقتصادنا وسياستنا وتجارتنا وتعليمنا ونهجنا في هذه الحياة ونسير عليها ..
ونكتفي بهذا القدر لنتواصل في المنشور القادم بغرض التلميح لماذا نظن الصعوبة او الفشل في بناء منهج تجديدي قاصد ..ونواصل في شرح المنهج لغد افضل بإذن الله تعالي .
ولكم الحب والتقدير
السبت ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى