وزير المالية الأسبق والزعيم الاهلي بدارفور على محمود في حواره لا تنقصه الصراحة
لم اعرف موقف الحياد وسأظل داعما للقوات المسلحة تحت كل الظروف
قتال دولة 56 ومحاربة (الفلول) فرية وهدف إسرائيلي تنفذه الإمارات عبر المليشيا
خطاب الكراهية يعود وبالا على من يطلقه و(تقدم) أسوأ من يمشي على الارض
حميدتي فشل في تكوين حزب ولقيام مشروعه طرق باب الادارات الاهلية فاشترى بعضهم بأموال ضخمة وملكهم سيارات فخمة
على حواضن الدعم السريع سحب ما تبقى من ابنائهم لان اتجاه الحرب ليس في مصلحتهم
شن وزير المالية الأسبق والزعيم الاهلي باقليم دارفور علي محمود عبدالرسول طه هجوما عنيفا علي الادارات الاهلية التي انحازت الى التمرد، وقال إنها خالفت لوائح وقوانين الادارة الاهلية، بما يتطلب اجراءات قانونية في حقها مبينا انها تدفع الآن ثمن شرائها من قبل حميدتي بالدفع بشبابها للقتال، داعيا في الوقت ذاته هذه المكونات بسحب ابنائها من المعركة ، والتي قال إنها تمضي لصالح القوات المسلحة، وسخر محمود من دعاوى التمرد وتبريراته بقتال دولة 56، منوها إلى أنها فرية وهدف اسرائيلي تنفذه الامارات عبر المليشيا، تريد من خلاله تفكيك الدولة السودانية، مشيرا إلى الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا وتدميرها البينات التحتية خلاف الجرائم في حق المواطنين، وباهي محمود بموقفه الداعم للقوات المسلحة في معركة الكرامة، واضاف لست طامعا في منصب او خلافه
حاوره ببورتسودان : محمد احمد كباشي
مع بداية الحرب اتخذ البعض موقف الحياد فاين كان موقفك بين هؤلاء ؟
لم أكن في موقف الحياد اصلا تجاه القوات المسلحة خاصة إذا كان هناك عدوان على البلد فالقوات المسلحة مؤسسة قومية ويجب على اي مواطن ان يكون داعم لها ناهيك عن كوننا في حالة حرب من قبل قوى غاشمة تقاتل في الشعب السوداني ولذلك دعم القوات المسلحة أصبح فرض عين
برأيك كيف تفسر مبررات المليشيا للحرب التي تقودها قرابة العامين ؟
المليشيا اتخذت دعاية من عدة أوجه خاصة القبائل العربية في دارفور وكردفان واستخدمت معهم دعاية بمواصفات جهوية عنصرية قبلية وقامت بالترويج لها وامتدت بها الى غرب افريقيا وهم من أطلق عليهم عربان الشتات بوجهها الآخر من قوي الحرية والتغيير من من يتحدثوا عن الديمقراطية وبدعوى محاربة (الكيزان والفلول) وهذه الدعاية في بداية الحرب شوشت على كثيرين بل ان بعضهم كان يعتقد ان المليشيا ستنتصر بينما الطبيعي أن تنتصر القوات المسلحة و تمتص الصدمة وطبيعي أن تهزم المليشيا ومعها جهة سياسية خاصة وانها مرتبطة بعلاقات اقليمية ودولية. والسؤال ماذا يفهم أن تستعين المليشيا بمرتزقة من كولومبيا ومن جنوب السودان ؟ فمع من يقاتل هؤلاء هل مع تقدم ام مع الجنيديين والعطاوة ؟ هؤلاء مجرد مرتزقة يقاتلوا بمقابل
مقاطعة تبرر المليشيا انها تقاتل في دولة 56 ؟
الحديث عن دولة 56 ليس بتفكير هذه المليشيا لان السودان لم يبدا من 56 السودان بشكله الحالي وثقافته وعلاقات الناس الاجتماعية ومعتقداتهم لم تكن وليدة العام 56 بل ظل منذ التركية مرورا بالمهدية فالحكم الانجليزي، ولكن المقصود من هذا أنه بعد الاستقلال استولت على الدولة نخب من الشمال والوسط مع تهميش بقية المكونات هكذا يروج له، أما المفهوم الآخر لهذه الدعاية هو الدولة السودانية العربية المسلمة ذات التوجه الإسلامي، وللحقيقة فمن قبل الاستقلال كان السودان داعم للقضية الفلسطينية وكذلك ومشاركا في حرب 67 مع مصر وهذا يدل على الجيش يعبر عن قضايا الامة ويدافع عنها على المستوى العربي والافريقي وهؤلاء لم يكونوا فلول كما يزعم هؤلاء
هذا المشروع تقف عليه اسرائيل وينفذ عبر الإمارات نيابة عنها بوصولها معها لآخر مدى في العلاقات ونتيجة لذلك فصلوا الجنوب
كما تعني دولة 56 لديهم عنوان للسودان العربي المسلم ذو التوجه الداعم للقضية الفلسطينية لكن بالنسبة للبسطاء تعني سيطرة مكونات بعينها على الثروة والسلطة وهذا غير صحيح والوقائع لا تشير الى ذلك وحتى تسجيلات حميدتي نفسه اعترف من خلالها بقوله ناس الشمالية ونهر النيل لم يبق الا الدفن
وماذا عن انتشار خطاب الكراهية ؟
يجب تعبئة الناس بالافكار والمواقف الصلبة ولنأخذ الثورة المهدية نموذجا على الاقل في بداية تكوينها ويطلع قائدها الامام محمد احمد المهدي من شمال السودان ويطوف على اقاليم السودان ويجد التاييد المطلق وما جعل الامام المهدي يجد هذا القبول بالتأكيد هو المنهج في الدعوة والخطاب الذي يجمع ولا يفرق في المقابل لا يمكن أن يبني خطاب الكراهية دولة بل يقود الى حرب شعواء وانهيار الدولة وحتى خطاب الكراهية المستخدم الآن من قبل المليشيا هو خطاب مزيف وغير حقيقي .
كيف تقرأ مصير بعض الادارات الاهلية بعد انتهاء الحرب ؟
تجاوزت الادارات التي تماهت مع التمرد قانون الادارة الأهلية سواء كان على المستوى القومي والولائي الذي حدد مهامها متمثلا في قيادة القبائل، ولحفظ العلاقات بين أفراد القبيلة بالأعراف والتقاليد الموروثة ،ولحفظ العلاقة بين القبائل المتجاورة ولمساعدة الحكومة في اداء واجباتها من اشاعة الصلح والتعايش السلمي وفض النزاعات، مثلا في جنوب دارفور وتحديدا حاضرتها نيالا عشنا في مجتمعات متماسكة و متعايشة ومتداخلة ومشاركة لبعضها البعض في كل المناسبات.
ما الذي جعل حميدتي يلجأ للإدارات الأهلية ؟
حميدتي كان لديه مشروع ويبحث عن من يقف معه، حيث انه لم يستطيع تكوين حزب، وحاول تجميع مثقفين حوله ايضا فشل، ولذلك كان بد له أن يطرق باب الادارات الاهلية فاشترى بعضهم بأموال ضخمة، وملكهم سيارات فخمة، ولم يكن هناك سبب يجعل نائب رئيس مجلس السيادة حينها ان يمنح ناظر قبيلة سيارة، وبالتاكيد بدات هذه الادارات دفع الثمن بعد ان أقسموا لحميدتي بتجنيد شبابهم للقتال في صفوف المليشيا، وظهر هذا جليا من خلال عدد من الشاحنات وعلى متنها أعداد ضخمة من الشباب تمت تعبئتها بهم، للوصول الى الخرطوم وقد اكد لهم حميدتي انه سينتصر على القوات المسلحة وخاطبهم بلغة عنصرية ضيقة.
ماذا عن الدمار الذي لحق بالمؤسسات وكيف ترى عملية الإصلاح؟
للاسف المليشيا اركبت جرائم وانتهاكات في حق المواطنين لم تحدث في التاريخ القريب، الحكومة شكلت لجان فنية لعمل التقديرات ولكن يبدو الأمر صعب للغاية لان القدرات التراكمية للدولة انهارت بنسبة كبيرة ، خاصة البنيات التحتية للزراعة والتعليم وتحطيم المعامل، والمؤسسات، وكذلك القطاع الصناعي الذي دمر بشكل كامل خاصة في منطقة الباقير والعاصمة والجزيرة بما في ذلك مصانع السكر، هذا فضلا عن الدمار الذي لحق منازل المواطنين، ومواقع عملهم وهذا الدمار لحق بكل الولايات التي طالتها يد الغدر، وإعادة إعمار ما دمرته الحرب يحتاج الى خطة ومن ذلك الشروع في إنشاء مصانع بالولايات الامنة بمزايا خاصة للمستثمرين لصناعة الضروريات من الادوية والمواد الغذائية، وأهم من ذلك التفكير جيدا في اعادة الكوادر في المجالات المختلفة التي هاجرت بسبب الحرب
كيف تفسر موقف المواطنين وانحيازهم ودعمهم للقوات المسلحة ؟
انحاز السواد الأعظم من الشعب السوداني الى صفوف القوات المسلحة وانخرط بينهم مقاتلين شباب غض وشيوخ وبينهم من استشهد لانه ظل يدافع عن العرض والارض وما دفع بهم لذلك الانتهاكات التي ظلت تمارسها المليشيا والمرتزقة الاجانب ولكن النواة الاساسية لهذه المليشيا هم من بني جلدتنا من عرب دارفور وكردفان والتفاف المواطنين حول القوات المسلحة ليس غريبا على الشعب السوداني
كلمة في بريد مليشيا الدعم السريع؟
لا زلت أقول إن الانتهاكات التي حدثت لا تشبه مجتمعات حواضن الدعم السريع القبائل العربية بدارفور ولا ادري كيف فرطت في سمعتها في يكون ابنائها قادة للتمرد وكاذب من يقول انه ليس مع حواضن الدعم السريع علاقة مع قبائل في وسط وشمال السودان رغم الحديث الذي يروجون له، فرسالتي لحواضن الدعم السريع بدارفور وكردفان ان امسكوا ابنائكم، وعليكم بالوقوف امام الباطل، لان اتجاه الحرب ليس في مصلحة المليشيا ومكوناتها، واهلنا بقولوا (الجري قبل الشوف رجالة)
ولذلك أقول إن كل الانتهاكات التي ارتكبت تعلم بها هذه الحواضن، واما كيف تتم معالجتها هذا الامر يجب ان يفكروا فيه جيدا، يمكن النظر لكيفية اعادة العلاقات مع ضرورة معاقبة الادارات الاهلية التي ثبت أنها شاركت في الحرب
وماذا عن موقف تقدم ؟
اقول عن موقف تقدم (ليس بعد الكفر ذنب) فلا اعتقد ان هناك شخص يحمل من صفات واخلاق الشعب السوداني يقف مواليا لهذه المليشيا.
رسالة في بريد القوات المسلحة؟
الوضع يتطلب انحيازنا للقوات المسلحة واقول ولا اخشى احدا في ذلك لست طامعا في منصب أو أي مصلحة : ان قادة القوات المسلحة بقيادة الفريق البرهان والفريق كباشي والفريق ياسر العطا والفريق ابراهيم جابر فهم من صلب هذا المجتمع ومن أسر عادية، وظللنا متابعين تحركاتهم ومواقفهم وتفقدهم للجنود في الخطوط الامامية، ومواقفهم الصلبة ولا نملك الا ان نقف معهم وندعمهم في معركة الكرامة حتى يتم تحرير كل شبر من البلاد دنسه التمرد.