بقلم صلاح دندراوي يكتب : نقطة ضوء …وليكتب التاريخ عن تحرير مدني
رأي: خطوة برس
بحمد الله وتوفيقه إستطاع جنودنا البواسل بالقوات المسلحة، والمخابرات، وهيئة العمليات، والشرطة، والمقاومة الشعبية والمستنفرين، أن يوفوا بوعدهم وعهدهم ويحرروا حاضرة ولاية الجزيرة ود مدني عنوة وإقتدارا، وإعادتها إلى حضن الوطن عزيزة مكرمة، ترفل في ثوب العزة والفخار.
لم يخب ظن أهل السودان ولا أهل الجزيرة في أن تعود إليهم معشوقتهم بكل هذا الشموخ ورجال حولها كخيول الريح في جوف العتامير تنادينا..يخوضوا النار يكفكفوا دمعة المفجوع..
وقبل ذلك كان لتماسك أهل الجزيرة ووقفتهم الصلبة خلف قواتهم المسلحة وتدافع أبناءهم نحو معسكرات التدريب والتزود بتلك الروح القتالية، كان لهذا التلاحم دور فعال في أن يكون النصر بكل هذه العزة، فضلا عن حكومة الولاية بقيادة واليها الطاهر ابراهيم الخير ولجنته الأمنية والمقاومة الشعبية ولجنة الإسناد الذين ضربوا أروع الأمثال في التلاحم والتكاتف والتنسيق الكبير، ومن خلفهم كان ذاك السند، بعد الله تعالى،من القيادة البرهان والكباشي والعطا ورصفائهم، ليثمر هذا العطاء عن هذا الإنتصار العظيم.
إنها ملحمة تاريخية يسطرها التاريخ في صحائفه بمداد من نور ليحكي للأجيال القادمة كيف أن هناك رجال ونساء وقفوا خلف ولايتهم يصدون عنها العدو ويغمرونها بكل هذا الحب والتفاني..
إن ذاك الترتيب الذي أثمر عن تحرير مدني لهي ملحمة تحتاج لمجلدات كل فصل فيها يحكي عن جانب أزهر في منبته..جيش، وقوات مساندة، وشعب، وإعلام، وخيرين، كل رمى بسهمه في هذه الملحمة ليتفرق الحمد والثناء بين هذه(القبائل).
لقد جددت تلك الملاحم في أهل السودان قيم وموروثات، وحركت فيهم لواعح وأشواق، وجددت فيهم الثقة بأنهم شعب لا تهزه العواصف ولا تقهره المؤامرات وأن خلايا العزة والشموخ تتجدد فيه مع إطلالة كل جيل.فهو كان كما قال فيهم شاعرهم:
الوحش يقتل ثاثر
والأرض تنبت ألف ثائر
يا كبرياء الجرح
لو متنا لحاربت المقابر
فلتدم أنت أيها الوطن…
ولنا عودة…..