المدير الطبي لمستشفى أمراض وجراحة الكُلي بالقضارف د.رواح احمد بلال في حديث الصراحة
إذا لم تتوفر هذه المعينات فان الاسبوع القادم مهدد بايقاف المستشفى عن الغسيل كليا
.القضارف : خطوة برس
وقف المرتبات منذ مايو الماضي ادي الي توقف الكثير من العاملين بالمستشفى عن العمل
مدخل :
أكثر مايثير إنتباهك وأنت تلج الي داخل مستشفي أمراض وجراحة الكُلي بالقضارف ، نظافتها ونظامها الذي يُدار بها ، وأكثر مايثير دهشتك التعامل الراقي والجميل الذي تجده من كل العاملين فيها ، سيما والمستشفى ينضح وجهه بالدماء الشابة التي تقف علي ادارته ، مما يمده بالحيوية والنشاط في كل اروقتها ، وتشعر بهذا العنفوان في تطوافك وتجوالك فيها علي الُرغم من صغر مساحتها ، رمت بنا الاقدار فيها ، لنرافق شقيقتي التي أصبحت من زوار مستشفي الكٌلي في ولاية الجزيرة ، لننتقل بعدها الي ولاية القضارف ،علي آمل مغادرتها الي وجهة أخري ، ولكن ما ألتمسناه فيها من حُسن التعاون والتعامل آثرنا البقاء في الولاية حتي يحدث الله النصر للخرطوم لنؤمم وجوهنا شطر ارض النيلين.
من خلال تواجدنا تلمست الكثير من المخاطر التي يواجهها مرضى الفشل الكلوي ، مما حدا بنا الي تسليط الضؤ عليها ، حتي تتم المعالجة العاجلة من الجهات ذات الصلة ، لهذا كان لقاءنا بالمدير الطبي للمستشفي الدكتورة رواح احمد بلال في قراءات متعددة عن واقع الحال بالمستشفي .
في سياحة تعريفية ماذانجد بين طيات صفحات مستشفي أمراض وجراحة الكُلي بالقضارف ؟
بدء ا هو مستشفى متخصص لأمراض وجراحة الكُلي بالقضارف ، تأسس في نوفمبر 2003 ، وكان يٌسمي مركز د.حيدر مصطفي لغسيل الكٌلي ، ومن ثم تحول الي أسمه الحالي في العام 2017م ، وتم إدخال قسم المسالك البولية كإضافة الي إقسامه ، به عدد من الكفاءات والإختصاصين ، و تعاقب عليه عدد من المدراء ذوي القدرة العالية أمثال الدكتور ، والدكتور وليد كمال خالد ، وحاليا يشغل الدكتور أحمد بشير عباس منصب المدير العام، وسبق ان شغله في فترة سابقة.
يبلغ عدد المرضى حوالي 275 مريض ، منهم 97 قادمون من الخرطوم ، و ودمدني بسبب الحرب ، وكنا في السابق نعمل علي ثلاث ورديات ، ولكن اوصلناها الي اربعة حتي يتم ادخال مجموعة مرضي الولايات ، بمعني أن العمل بالمستشفى يتم علي مدار اليوم.
لدينا رؤية مستقبلية لتطوير المستشفي تتمثل في توسيع العنابر من خلال المباني الراسية والافقية ، ولكن الوضع الحالي للبلاد ، وتعثر المالي حال دون إنفاذها.
ماهي أبرز المعوقات التي تعترئ سير العمل في المستشفي؟
ابرز المعوقات تختص بالماكينات نفسها ، والتي قارب عمرها الافتراضي علي الانتهاء لكثرة الاستهلاك ، والتي تعتبر العمود الفقري للعمل ، لدينا 21 ماكينة ، منها خمسة خارج الخدمة ، أما وحدة معالجة المياه فهي ايضا تحتاج الي صيانة ، ومحاليل تعقيم الخاصة بها غير متوفرة ، وبالتالي خرجت عن العمل ، وعلي الرغم من الجهود المستمرة ولكن نعترف بان العمل ليس بنسبة 100%
وفيما يختص مستهلكات الغسيل ، فقد تحصلنا علي 400 جالون محاليل غسيل ، تم منح 200 جالون لمركز الفاو ، وماتبقي لدينا الان فقط 120 جالون ، وهذه الكمية مقارنة بعدد المرضي لاتكفي حتي نهاية الاسبوع المقبل في ظل الضغط الحالي ، في حال عدم توفر ها وإنعدامها فهذا معناه انه لايوجد غسيل البتة ، ايضا قلة الادوية التي يحتاجها المريضة خاصة ان لدينا شح شديد في الهيبرين والشاش المعقم ومشمع اللصقة ، ودواء اللايبركس الذي يعمل علي منع المضاعفات من الانيميا وفقر الدم بالنسبة للمريض ، سيما وأن بنك الدم لاتوجد به الكمية الكافية التي تمكن من معالجة الحالات التي تحتاج الي نقل دم ، عليه اذا لم يتم توفير المعينات بصورة عاجلة ، فان الاسبوع القادم مهدد بايقاف المركز وتوقف الغسيل كليا، ايضا نعاني كثير من عدم صرف العاملين لاستحقاقاتهم ورواتبهم ، وكان اخر رواتب لهم في شهر مايو 2023م ، مما حدا بالكثيرين التوقف عن العمل بسبب الرواتب ، ولهذا استعنا بالكوادر القادمة من الخرطوم والتي عملت علي سد الفراغات كمتطوعين دون أجر ، ولهم جزيل الشكر.
ماهو الدور الفعلي والحقيقي لوزارة الصحة الولائية والاتحادية في معالجة هذه المعوقات الكثيرة ؟
وزارة الصحة كانت تعمل علي توفير المعينات ، ولكن الفترة الاخيرة قل الدعم منها ، اما وزارة الصحة الاتحادية وعبر المركز القومي لامراض الكلي وصلنا منهم اخر دعم قبل شهر ، وكان عبارة عن غسلات ، وأدوية للزارعين ، وهنالك طلبية قادمة ولكن لم يحدد لها وقت لوصولها الينا، ولدينا تواصل تام معهم ونقوم برفع كل المتطلبات اليهم بصورة راتبة ، ايضا هنالك تواصل تام بين والي الولاية ووزارة الصحة ، وادارة المستشفى ولكن لم يثمر الامر عن شئ حتي الان
ماهي الحلول والتدابير التي اتخذتموها للمعالجات ؟
المستشفى ليس به موارد مالية ، لهذا عملنا علي استخدام أموال التسيير التي تاتي الينا من وزارة المالية لتوفير الاحتياجات الضرورية والعاجلة ، وتبقت لدينا مديونيات واجبة السداد مثل الهيبرين الذي قمنا بشراءه بمبلغ مليون ونصف جنيه وحولنا الفاتورة الي وزارة المالية لسدادها ، وايضا الامدادات الطبية لديها استحقاقاتات بطرفنا ، يستوجب السداد ، ولهذا يصبح الامر صعب.،
فيما تمثل دور المنظمات المجتمعية والخيرين ،في تقديم دور فاعل في المستشفي؟
وصلنا دعم مقدر من جمعية الهلال الاحمر السوداني فرع القضارف يحتوي علي مستهلكات طبية وصحية واغطية بطاطين للمرضي ، ايضا بالمستشفي توجد جمعية تكاتف تقوم بتوفير الادوية للمرضي مجانا ، وفي نطاق توفير وجبة للمرضي يقوم ديوان الزكاة بالولاية بتوفير وجبات للورديات الثلاثة الخاصة بمرضي الولاية ، ونأمل أن تثمر الجهود في إضافتهم لوجبة رابعة للوردية الاخيرة وهم المرضي القادمين من الخرطوم وولاية الجزيرة بسبب الحرب. ايضا وصلت للمرضي مساعدات غذائية من مركز الملك سلمان للاعمال الانسانية ، وتواصلنا مع عدد من الخيرين ولكن لم نجد ردا منهم.
رسائل الي اخيرة الي من ترسلونها ؟
الي المركز القومي لامراض الكلي ، حكومة الولاية ، وزارة الصحة ، الخيرين ، نقول الوضع صعب جدا وحياة المرضي مرتبطة بهذه الماكينات ، والامر يحتاج الي حلول عاجلة في ايجاد المعينات اللازمة لتسيير العمل في المستشفي بما يضمن حياة المرضي.