تقارير

حكومة الجزيرة… إدارة الملفات التنموية في ظل الحرب

الجزيرة : خطوة برس
تقرير : تاج السر ود الخير
أثرت حرب ونزاع السودان بشكل فوري ومباشر على حياة الناس. فبعد أكثر من عام على الحرب، أصبحت الجزيرة وأخوات لها مثالاً على الدمار الذي ألحقته الهجمات العشوائية أو المتعمدة التي تقتل وتجرح الناس وتدمر البنية التحتية المدنية علاوة عن ضوائق نفسية نتيجة الخوف، وانعدام الأمن..

عواقب الحرب كما شاهدها الجميع وعاشها البعض هائلة وكارثية تراوحت بين الموت والعنف واقتلاع الناس من ديارهم وإجبارهم على الفرار والتخلي عن كل ما يمتلكونه والتماسهم اللجوء في بلدان أخرى ربما تحترم إنسانيتهم وتوفر لهم أدنى متطلبات العيش الكريم.

ورغم أن الحرب لم تترك أي بصيص ضوء في آخر النفق بفضل تطاول أمدها وتضاؤل أمل الوصول للنهايات بحسم عسكري أو اتفاق إلا أننا نلمح دفقاً للحياة بالمناقل العاصمة الإدارية لولاية الجزيرة القابعة تحت جحيم الحرب والتمرد وممارساته غير الإنسانية بحق المواطن..

حكومة الجزيرة بقيادة واليها الاستاذ الطاهر ابراهيم الخير وأعضاء حكومته وفي ظل هذا الوضع المتردي يحاولون إدارة دفة الحياة في منطقة ما زالت تحظى ببقية من أمان نسأل الله أن يديمه رأفة بالمواطنين ومن جاءهم محتمياً وطالباً للأمان ولقمة العيش..

حكومة الولاية تسعى جاهدة لتحريك الملفات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها من الملفات التي تحتاجها المناقل والمناطق الناجية من بطش المتمردين وآلة قتلهم الموجهة لصدور المواطنين العزل..


**الملف الأمني

أمن ولاية الجزيرة في مواجهة المليشيا الدموية شأن طغى على كل الأولويات وتتحرك فيه الحكومة والقوات المسلحة بقيادة اللواء/ عوض الكريم علي سعيد قائد الفرقة الأولى مشاه بنهجٍ جاد لا يقبل المجاملة فأي اختراق قد يكون باهظ الثمن..

وتبرع والي الولاية بمبلغ اثنين ترليون لشراء أسلحة متقدمة وخفيفة حماية لتراب أرض الولاية وأموال وممتلكات المواطنين..

وأفاد الوالي بتبرع القائد العام لقوات الشعب المسلحة بعشرة آلاف قطعة سلاح..

وثمن الوالي تضحيات القوات النظامية بمختلف تشكيلاتها، ودور المقاومة الشعبية المسلحة في إسناد حماية الأرض والعرض..

ووقفت الحكومة على ضبطيات للخلية الأمنية بمدينة المناقل شملت (٢٥) جهاز ساوند سيستم مسروقة من مدينة ودمدني..

وتبرز أهمية دور الخلية الأمنية في بسط هيبة الدولة والأمن والطمأنينة والاستقرار وملاحقة الفارين من بقايا المرتزقة واللصوص..

وتؤكد الخلية تضامن القوات النظامية بكل تشكيلاتها من أجل أن ينعم انسان الولاية بالأمن والاستقرار والطمأنينة..

وتحرص القوات النظامية بكل تشكيلاتها على بسط الأمن والاستقرار والطمأنينة وحفظ ممتلكات المواطنين وأعراضهم..

ودعم ديوان الزكاة بالولاية قيادة الفرقة الأولى مشاه واللواء الثالث مشاه القطاع الغربي وهيئة العمليات إسناداً للمجهود الحربي والمجتمعي، وكسباً لفضل الجهاد بالمال كضرورة لحماية المجتمع من المخاطر وهو نهج مستمر كما أكد حتى تطهير الوطن وضمان أمن واستقرار وطمأنينة أهله..

وتفقدت الحكومة أكثر من مرة المعسكر القتالي لأبطال هيئة العمليات للوقوف على أعمال التدريب والاستعداد لخوض معركة الكرامة..

**مشاريع خدمية جديدة

ونجد أن سوق المناقل شهد مؤخراً انطلاق حملة نظمتها المحلية بالتضامن مع وزارة البنى التحتية بقيادة الدكتور أبو بكر عبدالله محمد وزير البنى التحتية المكلف والمنظمات الطوعية بحضور قيادات تنفيذية ومجتمعية..

وعدّت حكومة الولاية المحافظة على البيئة وحمايتها في مقدمة أولوياتها وذلك للحد من دمار النظام البيئي وقطع سلسلة نواقل الأمراض المهددة للصحة..

وأكد وزير البنى التحتية أن الاصحاح البيئي هو الضامن الحقيقي للبيئة وصحة الإنسان وأن وزارته لن تدخر جهداً في كل المشاريع الصحية للحد من التلوث وتحسين الظروف البيئية الأساسية المؤثرة على الصحة..

وأعلن الأستاذ عثمان يوسف أحمد الحاج المدير التنفيذي للمحلية استعدادهم المبكر لفصل الخريف لتأمين خلو المحلية من الأمراض المنقولة في ظل الكثافة العالية.. ممتدحاً اهتمام والي الولاية بالنهوض بالمحلية في المجالات الخدمية وجهود وزارة البنى التحتية لانجاح المشاريع المطروحة..

وافتتح والي الولاية الجزيرة مشروع الطاقة الشمسية بأقسام مستشفى الأطفال بالمناقل، ومحطة والمعمل والعناية المكثفة والحضانة والحوادث بكلفة جاوزت واحد وعشرون مليون جنيه..

يسهم المشروع في توفير الطاقة البديلة وتأمين استقرار وتطوير العمل الصحي..

وأقيمت بالمناقل ورشة لمناصرة أنشطة المياه والنظافة وإصحاح البئية أعدت لها منظمة التخطيط الوطنية..

حكومة الجزيرة تابعت الورشة حرصاً على توفير احتياجات المواطنين من المياه الصالحة للشرب وقضايا الصحة وإصحاح البيئة..

ومثلت الورشة لوزارة البنى التحتية وضع استراتيجية كاملة لقطاع المياه للعام ٢٠٢٥م ونادت من خلالها بضرورة الاهتمام بعميلة حصاد المياه والتوسع في مصادر المياه خاصة في المناطق ذات الصخور الأساسية
ويمثل تطورير وترقية الخدمات الطبية والعلاجية الهدف المنشودة لكل مواطن..

**انسياب السلع بسوق المناقل

وتتابع حكومة الولاية ملف توفير السلع الضرورية بسوق المناقل وتعهدت بعدم التهاون في معاش الناس ومحاربة المغالاة في الأسعار..

وامتدحت وعي القطاع التجاري بالسوق وجهودهم لتوفير المستلزمات والاحتياجات الضرورية لاسيما وأن المناقل تحولت لسوق مركزي لقرى ومدن الولاية..

الجهود الحكومية لا تنفصل عن التنسيق مع الأجهزة المختلفة في الشرطة والنيابة والاستخبارات العسكرية بالفرقة الأولى مشاه وجهاز المخابرات العامة..

شرطة الولاية تعهدت بأن تكون العين الساهرة على الأنشطة التجارية لضمان انسياب السلع وضبط الأسعار فاستقرار الحالة الأمنية بالمناقل حقق حالة الجذب للرأسمالية الوطنية..

**العروة الصيفية بمشروع الجزيرة

رغم الحرب أعلنت إدارة مشروع الجزيرة اكتمال الاستعدادات للعروة الصيفية المنتظر أن تبدأ في العشرين من مايو الجاري بقسم معتوق..

وقال المهندس دكتور عبدالقادر أحمد محمد خالد المدير الزراعي لأقسام الجزيرة والمناقل نائب محافظ المشروع في تنوير لحكومة الجزيرة أنّ المساحة التأشيرية لهذا الموسم تبلغ 1،050،000 فدان بينها 600،000 فدان ذرة و200،000 فدان فول سودني 100،000 فدان قطن علاوة عن محاصيل أخرى.

حكومة الجزيرة أكدت أن العروة الصيفية لهذا الموسم تجد أعلى الاهتمام من رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان.

وأنًهم بالتنسيق مع إدارة المشروع وشركاء الانتاج والجهات ذات الصلة سيعملون على تذليل المشاكل التي تعوق المسيرة الفلاحية..

هذا الموسم استثنائي بكل تفاصيله ويمثل تحدّّياً للولاية غير أن الرهان يبقى كبيراً على نجاحه..

**الموسم المطري

حكومة الجزيرة شددت على ضرورة إنجاح الموسم الزراعي المطري للعام ٢٠٢٤- ٢٠٢٥م كمورد هام لإنتاج الغذاء والخضروات وتوفير المراعي الطبيعية..

وأعلنت الدكتورة عرفة محمود أحمد رضوان ممثلة وزير الإنتاج والموارد الاقتصادية في تنوير للوالي أن المساحة المطرية بمحلية المناقل تبلغ ٤٠٠٠٠٠ فدان بالإضافة لمساحة ٢٥٠٠٠٠ بمحلية القرشي مقرر زراعتها بالذرة والدخن والسمسم والخضروات..

وأشارت للجهود المبذولة مع منظمة الفاو لتوفير التقاوي والسلالات المحسنة من الماعز..

وأكدت المهندسة آيات عبدالله يوسف مديرة الإدارة الزراعية بمحلية المناقل اكتمال الترتيبات لإنجاح الموسم المطري لهذا العام..

** المرور والسجل المدني

وفي هذا الظرف الاستثنائي رأت حكومة الجزيرة أن الهوية والمواطنة قضايا تقتضي السعي لحلحلتها وتذليل معوقاتها عبر دور الشرطة في قاعدة السجل المدني حفاظاً على حقوق المواطنة..

ويبقى لشرطة المرور دور مهم في تطبيق القوانين المرورية وتنظيم حركة المارة وانسياب الحركة المرورية..

الحكومة تفقدت رئاسة شرطة المرور وإدارة السجل المدني بمعية المنظومة الأمنية والمقاومة الشعبية المسلحة للاطمئنان على ترتيبات استئناف العمل بالإدارتين تسهيلاً لمهمة المواطنين في الحصول على الأوراق الثبوتية وبسط هيبة الدولة والأمن والطمأنينة بجانب تطوير وترقية الخدمات الشرطية واستقرار الأمن ومراقبة حركة التوافد الكبير بفعل الحرب..

**العمل القضائي

حكومة الجزيرة بحثت أيضاً مع وفد الجهاز القضائي ترتيبات عودة السلطة القضائية لممارسة نشاطها وإشاعة العدالة ورد المظالم..

وهنالك ضرورة حتمية لمزاولة المحاكم لنشاط كسلطة تحقق العدل حتى لا تنتشر الفوضى في ظل غياب عمل المحاكم..

وتبرز أهمية قصوى لتشكيل دائرة استئناف للنظر في الطعون في الأحكام التي تصدر من محكمة الموضوع.

**مكافحة الكوليرا

مدرسة ذات النطاقين الأساسية بالمناقل استضافت دورة تدريبية تثقيفية للحد من وباء الكوليرا نظمتها اليونسيف بالتنسيق مع وزارة الصحة والهلال الأحمر بقيادة سمير عثمان استهدفت شباب وشابات ناجين من الحرب..

حكومة الجزيرة والمنظومة الأمنية شهدوا مراسم الختام في اليوم العالمي للهلال الأحمر والصليب الأحمر تأكيداً لأهمية الدورة وأثرها في التوعية الصحية وضرورة تعميمها على الأحياء وتطبيق موجهاتها فعلياً..

وتهتم المنظمات العالمية والمحلية بمعسكرات النازحين وتدريب الشباب وصقلهم بالعلوم الطبية لإسناد مناطقهم بعد العودة بحسب لجنة الايواء بالولاية..

وأطلعت حكومة الجزيرة مسؤولي منظمة الإغاثة الدولية على جهودها في المجال الصحي ومن بينها إدخال الطاقة الشمسية للمعامل والمراكز الصحية لضمان انسياب وتوفير الأمصال، وامتدحت دورها في دعم المتأثرين بالحرب..

وتوفر منظمة الإغاثة الدولية عيادات متحركة للخدمات الطبية والعلاجية والتغذية وإصحاح البيئة والعلاج النفسي..

ومثلت الأحوال الأمنية التي تنعم بها مناطق بالجزيرة حافزاً للمنظمات الإنسانية للتدخل وتقديم المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب..

** حملات التطعيم

مدينة الكريمت شهدت انطلاق الحملة التصعيدية للروتين وتطعيم لقاح كوفيد ١٩ بعد تعطل شهرين بسبب انقطاع التيار الكهربائي لتتدارك حكومة الولاية الأمر بإدخال الطاقة الشمسية لثلاجات حفظ الأمصال..

حكومة الجزيرة التي تسعى لتكريس جهودها من أجل سلامة وصحة الإنسان أكدت أن توفير مقومات انطلاق حملة تطعيم الأطفال أمر مهم وحيوي لسلامتهم الصحية ومستقبلهم ما استدعى التدخل العاجل لتوفير الجرعات حسب البرنامج المخطط له من قبل إدارة التحصين..

** قضايا النزوح

وبحث حكومة الجزيرة مع مسؤولي ديوان الزكاة بالولاية قضايا النزوح وما تتطلبه من معالجات عاجلة عبر الآليات المناسبة..

وناقشت لقاءاتهما بحضور وزير الرعاية الاجتماعية ومديري الديوان بالمناقل والقرشى دعم الأسر الضعيفة والمزارعين الذين خرجوا من دائرة الإنتاج..

وظل الديوان مسانداً لمراكز الإيواء والشرائح الضعيفة والمتعففة والمتأثرة بالحرب..

كما بحثت مع مسؤولين بمعتمدية اللاجئين بالولايات الوسطى آليات حصر اللاجئين وطالبي اللجوء من دولتي أثيوبيا وأرتريا وحصر لاجئي دولة جنوب السودان المسجلين وغير المسلجين..

وأكدت الحكومة حرصها على توفير معينات عمل معتمدية اللاجئين تحقيقاً لهدف العودة الطوعية والآمنة..

وأعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية تعاونها مع برنامج العودة الطوعية وتسهيل أعمال الحصر وفتح مكتب لمتابعة ملف اللاجئين وعملية العودة الطوعية بالتنسيق مع المنظمات الناشطة..

**أخيراً

رغم تطاول أمد الحرب وانسداد أفق الحل بين أطراف النزاع وإطباق الحبل على عنق المواطن وانقطاع نفسه يبقى هنالك عرق ينبض في المناقل العاصمة الإدارية لولاية الجزيرة ولكننا نخشى حقاً من توقف هذا النبض بشكل نهائي وتمدد جسد الجزيرة دون حراك لا قدر الله..

اللهم ارفع عنا هذا البلاء وأبعد عنا كل خائن لا يحمل هم الوطن وإنسانه المغلوب على أمره..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى