رأي

محفوظ عابدين يكتب : مسارات … من هو عدو أفريقيا الأول ؟!!(3)

رأي :خطوة برس
مسارات
من هو عدو أفريقيا الأول ؟!!(3)

فبعد ان وضعت اوروبا( يدها) على موارد أفريقيا بالمعلومات الاستكشافية ووقفت عيها بنفسها (ميدانيا) وحرستها مباشرة بالاستيطان والاستعمار والتي ادركت ان مقامها في الأرض السمراء لن يستمر طويلا مهما كانت الاحتياطات ودرجات التأمين ،فلابد ان يجيء يوما وتغادر فيه أرض( الكنوز) أما بالضغط الشعبي نتيجة للممارسات الاستعمارية أو بسبب المتغيرات الاخرى،ولهذا كان كل تفكيرها بان هذه الموارد ان كانت تحت الأرض أو فوق الأرض يجب ان تظل لصالح الانسان الاوربي مهما طال الزمن وإن لا يستفيد منها المواطن الافريقي ولو بنسب قليلة لان ذلك يعني الخطر على أوروبا بفقدانها تلك الموارد التي تعتبرها حق أصيل ،واذا استطاع الانسان الافريقي توظيف هذه الموارد فإن ذلك هو الخطر المحدق بعينه على أوروبا وانسانها.
فكان لابد ان يضع الاستعمار الاوروبي خطة تضمن بقاء هذه الموارد بين يديه دون ان يستفيد منها احد غيره ان كان من داخل أفريقيا أو خارج افريقيا،وكانت الخطوة الأولى هي تنفيذ سياسة (فرق تسد) وهي زرع الخلافات والشقاق،وبذر الفتن بين مكونات المجتمع الافريقي داخل الدولة الواحدة، وفي مناطقها الداخلية مستفيدة من تعدد القبائل والتنوع الأثني في نجاح سياساتها (فرق تسد ) ليظل الصراع قائما بين مكونات المجتمع الافريقي ان كانت (كبيرة) او (صغيرة) ووضع اسباب الخلافات بين الدولة الواحدة مابين الشمال والجنوب في السودان وماحدث في نيجيريا وفي غيرها من الدول وزرع الخلافات بين دول القارة الواحدة بالقنابل الموقوتة في الحدود مابين السودان ومصر( حلايب) وما بين اثيوبيا وارتريا ومشكلة الصحراء المغربية والخلافات التي تطفو على السطح مابين الجزائر والمغرب وغيرها.
واوروبا نفسها تعلم ان التنوع الأثني والقبائلي فيه حكمة آلهية والله قال( انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم)، وعندما تحصل المعرفة وتحصل التقوى فإن ذلك يعني، إن الإنسانية ترتقي إلى هدفها الاسمى ولن يحدث ذلك إلا بالاسلام والنموذج المعروف فإن ان الإسلام قد جمع بين صهيب (الرومي) وبلال (الحبشي) وسلمان( الفارسي) فإن الإسلام هو القادر على أحداث (المعرفة) بين الشعوب وجمعها على (هدف) واحد وبه تتحق (التقوى) لتكون هي الخيار بين الشعوب والقبائل ،وهنا يكمن( الخطر) على أوروبا ولهذا عملت على محاربة الإسلام بقوة ومنعت من لقاء المسلمين مع غيرهم حتى في الدولة الواحدة وكان قانون المناطق المقفولة في السودان ليفصل بين الشمال والجنوب ولا زالت تلك البذرة قائمة حتى بعد انفصال الجنوب عن الشمال في السودان في العام 2011م.
واوروبا حرصت على مايفرق القارة الافريقية ان كان بالدين أو باللون أو الثقافة أو إثارة النعرات الكامنة والخاملة لتضمن تاجيج الصراع بين المكونات الافريقية لتظل تلك الموارد (خاما) يستفيد منها الانسان الاوربي ،ويظل الإنسان الافريقي حارسها فقط ل(سيده )الاوربي لينطبق عليه المثل السوداني (تمر الفكي شايلوه ومشتهي)، و(التمر) هنا لاعلاقة له (بالفكي).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى