رأي

خالد محمد الباقر يكتب : على نار هادئة … شيطان الحرب

رأي : خطوة برس

على نار هادئة

شيطان الحرب

⭕منذ اندلاع الثورة السودانية التي أطاحت بحكم البشير، شهد المشهد السوداني تحولات جذرية كشفت عن وجوه جديدة في القيادة والسلطة .
⭕ هذه التحولات المفاجئة أبرزت قوى وشخصيات ظهرت على الساحة بدون خبرة قيادية سابقة أو معرفة بخباية ودهاليز الإدارة والحكم ، مما أدى إلى حالة من الفوضى والاضطراب على مختلف الأصعدة .
⭕بدأت القصة باندلاع الثورة السودانية، حركة شعبية جارفة نجحت في إسقاط نظام عمر البشير الطويل الأمد. هذا النجاح كان بمثابة لحظة تاريخية مفصلية ، وُعدت ببناء مستقبل أفضل للسودان. الأمل كان كبيرًا في أن تؤدي هذه التغييرات إلى تأسيس عهد جديد من الحرية والعدالة .
سرعان ما تكشف المشهد عن ظهور كيانات وشخصيات سياسية فاقدة للخبرة ، قفزت على كراسي الحكم وتسللت إلى مناطق النفوذ دون الأدوات المعرفية أو الخبرات اللازمة لقيادة دولة بحجم وتعقيد السودان .
⭕ هذه القيادات الجديدة ، بدون استعداد سابق، وجدت نفسها مسؤولة عن تقرير مصير بلاد تواجه تحديات اقتصادية، اجتماعية، وسياسية جمّة .
⭕الطريقة التي تم بها تسلل هذه الشخصيات إلى السلطة، بدون رؤية واضحة أو خطة محكمة، خلقت فراغًا إداريًا وأزمة قيادة حقيقية .
⭕الافتقار للخبرة والرؤية جعل هذه القيادات تتخذ قرارات عشوائية ومواقف خاطئة ألقت بظلالها على السودان، مما أسهم في تعميق الأزمات بدلاً من حلها. الدافع الأساسي وراء سلوكهم يعود للنقص في الاستعداد والفهم لمتطلبات وتعقيدات الحكم .
⭕ ما بدأ بثورة محملة بالأحلام والآمال، سرعان ما تحول إلى خيبة أمل عارمة مع انهيار الوعود وتبدد الفرص .
⭕السودان، الغني بإمكانياته وموارده، أصبح رهينة لفشل إداري وسياسي لم يشهده من قبل، مما دفع البلاد إلى حافة الهاوية.
الفشل الإداري والسياسي الذي طبع المرحلة الانتقالية بعد الثورة لا يهدد فقط الاستقرار الداخلي للسودان، بل يعرّض مستقبله للخطر . مع استمرار الفوضى وغياب الرؤية البناءة، يسود القلق بشأن كيفية التغلب على هذه العقبات وتحقيق الازدهار للشعب السوداني في السنوات المقبلة .
⭕ يدور صراع يصعب على الكثيرين فهم مداه وتأثيره العميق على مستقبل البلاد.
⭕ قوات الدعم السريع، التي تعد مركز هذا الصراع، هي فاعل رئيسي في الساحة السودانية . منذ ظهورها، أثارت هذه القوات جدلاً واسعاً نظراً لأهدافها وتدخلاتها المتكررة في شؤون البلاد . بدأت كظاهرة محلية لكن سرعان ما تحولت إلى جهة فاعلة ذات علاقات خارجية معقدة ، تخدم أجندات دولية متعددة، وهو ما يزيد من تعقيد النزاع الدائر في السودان.
⭕ قوات الدعم السريع التي تشكلت في البداية كجزء من القوات المسلحة السودانية، سرعان ما كسبت استقلالية تشغيلية وأصبحت قوة نافذة داخل الدولة السودانية .
⭕ كانت أهدافها معلنة كمحاربة التمرد وإعادة الأمن ، لكن الوقت كشف عن طموحات أوسع تشمل تعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي داخل السودان وخارجه.
⭕ لقوات الدعم السريع دور ملحوظ في الحياة السودانية، إذ تدخلت في عدة مناسبات سواء في النزاعات المسلحة أو السياسة، مما أثار قلقاً دولياً ومحلياً حول دورها وأثرها على استقرار السودان.
⭕ تتمتع قوات الدعم السريع بعلاقات معقدة مع جهات خارجية، منها دول ومنظمات لها مصالح في السودان. هذه العلاقات تمكنها من الحصول على الدعم اللوجستي والتكتيكي، وفي المقابل تعمل القوات على تنفيذ أجندات تلك الجهات في السودان، ما يؤثر سلباً على سيادة البلاد واستقرارها.
⭕ أثبتت الأحداث أن دور قوات الدعم السريع لا يقتصر على المشهد الداخلي بل يمتد ليشمل تنفيذ أجندات خارجية .
في وسط هذا الصراع، تظهر مبادرات محلية ودولية لإنهاء العنف وإعادة بناء الدولة السودانية .
⭕ فكانت المفاجأة داوية لتمرد مليشيا الدعم السريع علي الجيش السوداني بحجة الديمقراطية واكذوبة الفلول والكيزان ليختل الميزان .
ليصبح الطريق طويل ومحفوف بالتحديات، لكن الآمال معقودة على استعادة زمام الأمور والاستقرار .
إن استعادة كرامة السودان تتطلب جهوداً جماعية وتضحيات من جميع الأطراف المعنية.
⭕ويجب فناء المليشيات المتمردة وإعادة بناء الدولة السودانية بدون جنجويد ومليشيات متمردة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى