عرفة صالح يكتب : زيارة( ابي أحمد ) تصحيح مسار ام تكتيك مرحلة !!
رأي : خطوة برس
زيارة ابي أحمد ثصحيح مسار ام تكتيك مرحلة !!
0 سجل الرئيس الاثيوبي ابي أحمد زيارة للسودان اليوم الثلاثاء استغرقت ساعات من الزمن ثم غادر الى بلاده بعد حفاوة استقبال كبير من قبل الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيارة والقائد العام للقوات المسلحة ، بالرغم من موقفه من الحرب و انتقاصه لسيادة الدولة وللفريف البرهان تحديدا ،وعدم اعترافه برئيس المجلس السيادي وقائد عام للقوات المسلحة ومن ثم مناصرته للمليشا المتمردة على الدولة ونظام الحكم .
0 وتاتي هذه الزيارة بعد ان توترت العلاقات بين الدوليتين الجارتين والتى تربطهما عوامل كثيرة ،من الصعب فكاكها ، فضلا عن المتغيرات التى حدثت على الأرض في الحرب التى شنتها قوات المليشيا المتمردة علي الدولة ، واحدثت فيها الدمار والخراب ، دون تحقيق الهدف الذى بسببه اندلعت هذه الحرب ، وذلك بحسب تقديرات من يقف وراءها من بعض الدول وعلى رأسها الامارات التى تريد ان تنفذ مشروع صهيوني في السودان بكل السبل والطرق بجانب اطماعها التى تريد تحقيقها بشتي السبل ، هذا بجانب الموقف الروسي الذي بدأت خطواته تظهر في السودان بصورة اوضح ، مما ازعج امريكا ودفعها أن ترسل مبعوثها يجوب الدول الافريقية خاصة دول الجوار ، بالاضافة لزيارته السودان قبل فترة ومناقشة بعض القضايا من بينها تعطيل ماتم بين السودان وروسيا ، ومن ثم انعاش مفاوضات منبر جدة من جديد عسي ولعل يعيد البريق للقوات المتمردة ومن شايعها وساندها لتحقيق المشروع الصهيوني في السودان بقيادة أمريكا واسرائيل والاتحاد الاوروبي بمسادة دولة الشر الامارات وبعض الدول الافريقية بما فيها اثيوبيا .
0 من خلال المعطيات والمتغيرات والمواقف البطولية التى حققتها القوات المسلحة على الأرض التى وقفت سدا منيعا في وجه المؤامرة التى تحاك ضد السودان وشعبه بمساندة بنيه الذين يتجولون في عواصم الدول الخارجية بحثا عن موقف يعيدهم للسلطة من جديد ، نشطت أمريكا عبر الياتها المختلفة بتحريك ملف جدة لانقاذ مايمكن انقاذه ، على ضوء ذلك زار نائب وزير الخارجية السعودي البلاد واجرى مباحثات مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول البرهان حول امكانية العودة لمنبر جدة للتفاوض ، وغيرها من القضايا الأخرى ، كقضية امن البحر الاحمر .
0 ان زيارة ابي أحمد لبورتسودان العاصمة الادارة تأتي في سياق عدة محاور، أولا سبقت هذا الزيارة مؤتمر عقد بالقاهرة يحب البساط من اثيوبيا ، وثانيا غدا الاربعاء سيعقد مؤتمر باديس ابابا ينظمه الاتحادي الافريقي لمناقشة الازمة السودانية وبحث سبب إيقاف الحرب ، ثالثا اراد ابي أحمد ان يستبق الاحداث ويضمن انه الممسك بالملف السوداني بالاتحاد الافريقي ، فالرئيس الاثيوبي يخشي الآن من تمدد الحرب لجهة النيل الأزرق فيصبح بذلك تهديدا لسد النهضة وهو يعلم تماما ان قوات الدعم السريع لاتدرك اهمية المشروعات التنموية ببساطة يمكن أن تدمره ، فضلا عن الاخبار المتواترة بأن مصر انشأت قاعدة على السواحل المورتانية وهذا ما يقلق الحكومة الاثيوبية .
0 وابي احمد الآن في ورطة. حقيقية يعاني مشاكل داخلية ، بجانب علاقاته المنقطعة مع السودان في الفترةالاخيرة بسبب موقفه من الحرب والتزاماته مع الامارات واسرائيل في مشروعات مختلفة بالمنطقة ، اذن زيارته جاءت للبلاد من باب اعادة وترميم العلاقات بين البلدين وتصحيح مساره حينما انتقص من سيادة الدولة وغيرها من المواقف السالبة فان كان هذا المقصد سيكون ذلك لمصلحة البلدين ، اما اذا جاء بمعيته رسائل محددة من قبل أمريكا وربيباتها لايصالها للبرهان هذا يعتبر تهديد وخسارة لاثيوبيا قبل السودان ، فانهيار السودان يضر باثيوبيا ومن ثم القرن الافريقي ،فلم تسلم دول إفريقيا من الفوضي وعدم الاستقرار ، وابي احمد يعى ويدرك ذلك جيدا ، لذلك يري مراقبون وخبراء سياسيون انه من أفضل لابي احمد ان تكون زيارته للسودان من باب مصلحة شعبه أولا واستقرار السودان ثانيا ، قبل خدمة المحور الغربي الذى يتكأ عليه وينفذ في اجندته بقيادة أمريكا التى تسعي بكل قوة بعدم السماح لروسيا ان تجد موطئ قدم على ساحل البحر الاحمر الذى يعتبر مربط الفرس في الصراع الدولي والاقليمي الذي يعاني منه السودان منذ فترات طويلة ،
0 وزيادة ابي أحمد ينظر لها الشعب السوداني من باب انه رئيس دولة جارة ويتمني ان يكون صادقا فيما اتفق عليه ،وانها جاءت لتصحيح لموقفه السابق تجاه الحكومة السودانية ، وبداية صفحة جديدة ناصعة البياض يكتب عليها بكل صدق وشفافية وتكون مرتكزا لتبادل المنافع التى تعين البلدين سياسا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا ، ولا تكون تكتيكا لالتقاط الانفاس وخدمة للدعم السريع لترتيب اوراقه من جديد .
0 مما لا شك فيه ان البعد الاقليمي والدولي ليس ببعيد عن هذه الزيارة وبالذات في هذا التوقيت ،بعد ما توصل اصحاب الغرض من الحرب انهم ليس بهذا الطريقة سيصلون لاهدافهم وتنفيذ مشروعهم في السودان ، فلجاوا للتحشيد عبر المؤتمرات التي عقدت في بعض عواصم الدول الاوروبية والافريقية للقوى السياسية السودانية في سبيل ايجاد حلول ترضيهم وتاتي لمن يعاونهم ويساندهم في تمرير اهدافهم في السودان دون ضوضاء ، فاصحاب المشروع الصهيوامريكي توصلوا الى حقيقة انه لابد من تغيير الاستراتيجية وصولا لاهدافهم ، وان الذين اعتمدت عليهم ليس بمقدورهم تحقيق مايراد ، لذلك انطلقت الدعوات الاقليمية والدولية لحل الازمة السودانية عبر المؤتمرات وجمع القوى السياسية في محفل واحد للحوار والتشاور فيما بينهما وصولا لحل يوقف الحرب .
0 لذا وحسب التحليلات ومايحدث على الأرض من قتل وتشريد ونهب وسلب من قبل الدعم السريع ، فان هناك متغيرات في الموقف الدولي والاقليمي ومستجدات دفعت بالذين يساندون ويساوون الدعم السريع بالقوات المسلحة تغيير التكتيك والاستراتيجية المتبعة الآن الى استراتيجية جديد يري البعض انها ربما تكون استدراج لموقف الحكومة السودانية وقبول التفاوض والعودة لمنبر جدة ،وهذا ظهر جليا بزيارتي الرئيس الاثيوبي والمسؤول السعودي بالخارجية للسودان .
0 الآن الجميع في انتظار عما تسفر عنه نتايج الزيارتين قبل أن تلحقهما زيارات اخرى متوقعة للبلاد وخاصة روسيا وبعض دول الجوار .
0 اذن هل تحدث زيارة ابي أحمد للسودان تغييرا في معطيات وخيوط اللعبة السياسية في السودان ، وهل سيكون الترحاب والابتسامات التى حدثت بين الرئيسين ، وغرسهما لشتلتي النخيل وسقيهما بالماء معبرا لبداية لمرحلة جديدة عنوانها احترام الجوار وتبادل المنافع وتعزيز القضايا المشتركة ،ام ستكون تكتيك مرحلي لخدمة قضايا اخرى ،وسناريوهات جديدة ينبغي أن تتنيه لها الحكومة السودانية وتضع لها الحلول الممكنة بكل جرأة وحسم .