خالد محمد الباقر يكتب : على نار هادئة … قصة مدينتين ( ٢ )
رأي : خطوة برس
قصة مدينتين ( ٢ )
⭕ في ربوع السودان الواسعة، تقبع مدينتان تحكيان قصة تمازج الزمان بالمكان، شندي وعطبرة، مدينتان تعانقان أرواح التاريخ ونسائم الحاضر .
⭕ شندي، هذه الفنارة التي تنير طريق التاريخ السوداني بأسره، تعكس في تضاريسها ونسيجها الاجتماعي عراقة لا تتجزأ وإرثاً يشهد على عظمة الرجال الذين نحتوا اسماءهم في سجل الخالدين .
⭕عظماء خرجوا من معين شندي ليسطروا بأقلامهم وجهودهم صفحات من ذهب في مسيرة السودان الثقافية والسياسية والرياضية والفنية والإعلامية .
⭕ على الجانب الآخر، عطبرة بتاريخها المشرق، تقف شامخة كنموذج مصغر للسودان بأسره .
⭕ بفضل هيئة سكك حديد السودان، تمزج عطبرة في نسيجها الاجتماعي بين مختلف المكونات، لتعكس بذلك صورةً حيةً للتنوع الذي يميز السودان. هذه المدينة، بحراكها القومي ونضالها في ظل مناخها الحار، تسرد قصص الصمود والتحدي التي تتجلى في هدير نهر عطبرة، النبض الذي لا يهدأ والذي يعبر تمامًا عن روح أهلها وصلابتهم.
⭕ لشندي وعطبرة دور لا يمكن إغفاله في السياق السياسي والثقافي للبلاد. شندي، بما خلفته من ميراث ثقافي وروحي، تعد منارة للفكر والثقافة، في حين عُرفت عطبرة بنضالها وحراكها القومي، مما جعل من هاتين المدينتين محورين أساسيين في تشكيل وجدان وهوية الأمة السودانية.
⭕ العوائل والشخصيات التي مرت عبر هذه المدن وتركت بصمتها ليست إلا شهادة على الدور الذي لعبته كل مدينة في صياغة مستقبل السودان .
⭕ في شندي، العوائل العريقة والشخصيات البارزة في أروقة السياسة والثقافة، وكذلك في عطبرة، التي رسمت العوائل والشخصيات البارزة فيها خارطة طريق للنضال والحرية داخل السودان وخارجه.
⭕ لا يمكننا الحديث عن عطبرة دون ذكر السكك الحديدية التي لعبت دورًا حيويًا في تطور المدينة وتكوينها الاجتماعي والاقتصادي.
⭕ تلك القطارات التي كانت تعبر المدينة لم تنقل البضائع والأشخاص فحسب، بل كانت تحمل معها أحلامًا وآمالًا وقصصًا تاريخية عديدة تجسد روح النضال والصمود السوداني.
⭕ بين شندي وعطبرة، قصة مدينتين تحتضنان إرث السودان العريق وتعانقان مستقبله بكل أمل وتفاؤل، شاهدين على تاريخ عظيم ومسيرة شعب لم ولن يتوقف عن السعي نحو الأفضل. هاتان المدينتان، بما يتخللهما من تاريخ ونضال، تشكلان ملحمة تستمر في إلهام الأجيال القادمة .