محفوظ عابدين يكتب : مسارات… السودان يصيب (الغرطسة) الأمريكية في مقتل
رأي: خطوة برس
مسارات
قال المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرللو ان يشعر ب(الإهانة) بسبب مرواغة الوفد السوداني الذي كان يتنظره في القاهرة ويبدو انه لم يحتمل (الاهانة) و(ذهب) من حيث (أتى) الى جنيف كالمال الحرام
والذي لا يعرفه المبعوث الأمريكي ان اهل السودان لا يعرفون المراوغة كما تعرفها الولايات المتحدة ، وتجيدها الادارة الأمريكية بشقيها (الديمقراطي) و(الجمهوري) ،على حد سواء.
والمبعوث الأمريكي ومن خلفه وزير خارجيته أنتوني بليكن لازالوا يعتقدون ان شعوب العالم (الثالث) كما يصنفونها هم انها طوع ( البنان) الأمريكي وتحت إمرة توجيهاتها.
والتسابق الكبير والاهتمام الزائد بقضية السودان وملف السلام والمساعدات الإنسانية من الادارة الأمريكية ليس (حبا) في السودان وليس( تأكيدا) للإنسانية التي يتمتع أبناء العم (سام)، ولكن القضية كلها ان السودان وشعبه ووطنه الذي تعرض للدمار والهلاك والخراب والقتل والتشريد والذل والأهانة من قبل امريكا وحلفائها في العالم والاقليم ،تريد بعد ذلك كله ان يكون السودان مجرد( كرت) في يد الحزب الديمقراطي الأمريكي ليفوز (بحكم )الولايات المتحدة على حساب منافسه وغريمه الحزب الجمهوري ومنافسهم دولاند ترامب.
ليس مهما ان تدفن مليشيا الدعم السريع مئات الأحياء في (اردمتا) في غرب دارفور تحت (سمع) و(بصر) العالم وليس مهما ان تقتل المليشيا مئات الأنفس والارواح في (ود النورة ) وبقية مناطق الجزيرة ،والعالم يتفرج وهو (يحتسي) القهوة أو( الخمر) ولا (يستحي) من تلك الجرائم الفظيعة التي ترتكب في حق الإنسانية ،ليس مهما ان تقتل مليشيا الدعم السريع مئات الناس في أمدرمان ب(الدانات) على إمتداد أيام الحرب ولا تصدر (إدانة) واحدة من العالم صاحب الضمير (الحي)، و(الموت) والاشلاء تطاير في تلك المناطق.
وليس مهما ان تقصف مليشيا الدعم السريع المستشفيات في الفاشر والابيض وامدرمان ومستشفى الولادة (الدايات) وتهدها فوق رؤوس المرضى ولاينطقون بكلمة واحدة ان كانت (مريضة) او(سقيمة) أو على( إستحياء) تواسي بها هؤلاء المرضى ونزلاء المستشفيات.
ليس مهما ان تقوم مليشيا الدعم السريع باحتلال المنازل والاعيان وتنهب البيوت والمصانع والبنوك والشركات وتدمر المرافق العامة التي تعمل في خدمة المواطن مثل الكهرباء والمياه ،والعالم يتشدق بالحديث عن (الإنسانية) في منابر الامم المتحدة وفي الصالات المزودة بكل وسائل سبل الراحة من مياه باردة ومثلجات وتكييف عالي البرودة والعالم بعد ذلك لا يهمه كل الذي يحدث في السودان.
ان العالم سينسى كلما ما ذكر من تلك فظائع التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بمساعدة امريكا نفسها التي يشعر مبعوثها توم بريللو (مجرد) شعور ب(الاهانة) بسبب مرواغة الوفد السوداني كما زعم والذي كان يتنظره في قاهرة (المعز)،واي إنسان يشعر ب(العز) لن يترك شعبه في هذا الوضع الفظيع ويهرول نحو المجرم بدون برتروكول أو أجراءت حتى لايشعر هذا المجرم ب(الاهانة) ان (الاهانة) الحقيقة هي ان تترك شعبك وهو يعاني من( ويلات) الحرب التي تسببت فيها الامم المتحدة عبر مبعوثها (فولكر) وتسببت فيها الرباعية امريكا وبريطانيا والامارات والسعودية ،ومن ورائهم الخونة والعملاء من القحاته والشحاته والمتردية والنطيح من دول الجوار وما أكل(السخوي) من المرتزقة وغيرهم.
ان (الاهانة) التي شعر بها المبعوث الأمريكي توم بريللو كما زعم بسبب مراوغة الوفد السوداني ،هي مؤشر في الاتجاه الصحيح ان المجتمع الدولي الذي كان يصرف من البشير يوميا (البركاوي)، فانه ومن اليوم وصاعدا ستصرف (الاهانات) تباعا وبصورة متتالية لسبب بسيط وهو ان السودان لن يكون رهن (بنان) أو إشارة (الاصبع) الأمريكي، لكن سيكون مالي (يده) من مواقفه ،وهذا هو الذي يصيب (الغرطسة)الأمريكية في مقتل.