رأي

الزكاة بشمال كردفان وحلول الفجوة المائية بالأبيض

بقلم : الزين كندوة

_ مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان ، ومنذ نشأتها في القرون السابقة ، كانت أهم مايميزها من المشاكل مستعصية هي أزمة العطش ، او ما يسمي حديثا بالفجوة المائية الحادة.

وعندما جاءتها الحلول في فترة (السبعينات والثمانينيات) كان المواطن يشرب من القطار الذي يأتي بالماء من كوستي ومن أبار ( الخواجي كرياكو_ المالحة الطعم) .

_ وحسب الروايات _ كان عندما تجد( الطفلة او كبيرة السن) جغمة/ شربة ماء تكون كأنها حازت علي الدنيا ومافيها .

وعندما تحسن الحال نسبيا في مطلع التسعينيات تم توصيل المياه من حوض السدر ( حوض بارا الجوفي ) بالإضافة للمصادر الجنوبية ( بقرة ، العين ، بنو) وبالتالي توقف قطار كوستي عن نقل الماء ، ولكن ظلت الفجوة قائمة ، لأنه في الواقع ظهروا تجار أزمات ساهموا فعليا في تعميق الأزمة ،حتي بعد تولي مولانا أحمد محمد هارون سدة الحكم بالولاية في العام ( ٢٠١٢ ) وتوسع في مشاريع المياه بالأبيض حسب ( شعار النفرة / موية ، طريق ، مستشفي) إلا إننا نجد الفجوة المائية بالأبيض ظلت مستفحلة( والماء بدلا من أن يدخل للمنازل عبر الشبكة والماسورة ،ظل يدخل بالباب عبر التناكر والكارو ) وظلت الأبيض هكذا ، الي أن جاءت حرب (١٥ أبريل ٢٠٢٣) اللعينة ، وفرضت علي الكل أن يفكر خارج الصندوق، فجاءت فكرة محلية شيكان بولاية شمال كردفان المتعلقة ببرنامج السيقا كمبادرة مجتمعية، وتم تدشينها بحضور المدير التنفيذي للمحلية الأستاذ عبدالناصر عبدالله محمد سعيد بموقعين أحدهما بحي البترول والثاني بحي الدوحة، وكان الإطار المفاهيمي للمبادرة بأن تساهم في حل أزمة العطش بالأبيض لأن المصادر الجنوبية للمياه أصبحت خارج الخدمة بفعل إحتلالها وتخريبها من مليشيا قوات الدعم السريع، وأيضا خروج المصادر الشمالية بسبب تذبذب التيار الكهربائي، ووجود المليشيات حولها أصبح مهددا لتشغيلها.

وفي هذه الظروف العصيبة، ولنجاح المبادرة وإنتشارها وسط المجتمع بالأبيض ودخول الخيرين ، ومنظمات المجتمع المدني في المساهمة في إنجاحها ، دخل أيضا ديوان الزكاة بولاية شمال كردفان وأمينه الاستاذ موسي يوسف تنسيقا مع مدير الزكاة بمحلية شيكان الاستاذ فيصل حسين إبراهيم، وتم دفع مبالغ طائلة في تأهيل أعداد كبيرة من المضخات إذ تجاوز رقم الأبار التي تم الصرف عليها بالكامل من ديوان الزكاة (٤٠ بئر) الأربعين بئرا .

وهذه الآبار لقد ساهمت عمليا في خفض سعر الماء بسبب وفرتها بالأحياء المتعددة ، ولأول مرة في تاريخ الأبيض أن لا يشتكي المواطن من ازمة المياه بالاحياء ،ويكون سعر الماء هو الأقل (وتتوقف حركة التناكر وتقل حركة الكوارو بين الاحياء ).

_ عموما لقد نجح ديوان الزكاة بمحلية شيكان وولاية شمال كردفان في المساهمة الفعلية في سد النقص الحاد في المياه بمدينة الأبيض ، ولقد كان آخر موقع يتم إفتتاحه في يوم الثلاثاء الموافق الثالث من سبتمبر للعام (٢٠٢٤) هو موقع بحي القلعة جنوب مثلث العطش كما يطلق عليه سكان الحي والأحياء المجاورة ، وحسب المعلومات التي تحدث عنها الاستاذ فيصل حسين إبراهيم مدير الزكاة بشيكان بأن التكلفة المالية تجاوزت السبعة مليون جنيه سوداني، وتم دفعها كاملة من الديوان .

_ بالطبع هذا النجاح في برنامج السقيا المدعوم من ديوان الزكاة وعدة جهات أخري منح آخرون مثل (منظمة إيكو سودان لمكافحة الجفاف والتصحر) وجهات أخري بأن يفكروا بشكل إيجابي في إلحاق سور إضافي بكل مضخة في مساحة فدان أوقل بقليل أو أكثر ، من أجل زراعة كل أنواع الخضروات لكل العروات ( خريفية ، شتوية ، صيفية ) لتحقيق الأمن الغذائي للأسر بالأحياء وتحويل المجتمع لمجتمع منتج لتحقيق الإكتفاء الذاتي بتوفير أصناف غذائية صحية خالية من الاسمدة وبقايا المبيدات ، ومحاربة الغلاء الطاحن في أسواق الخضار ،وأكيد ديوان الزكاة علي مستوي الولاية ، ومحلية شيكان هو شريك أساسي في هذه الأفكار الجديدة ، لانها ستهدف المضخات بالأحياء والمدارس .

_ لذلك نجاح ديوان الزكاة، والإرادة السياسية والتنفيذية لحكومة ولاية شمال كردفان منح الجميع طاقة إيجابية في التفكير بأكثر إيجابية لنهضة الأمة لأن توفير المياه هو سبب السعادة المطلقة ، والعيش الكريم.

ودمتم ،،،

الجمعة الموافق السادس من سبتمبر للعام ٢٠٢٤

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى