رأي

عرفة صالح يكتب : حلفا الجديدة المدينة التى تبحث عن نفسها

عرفة صالح يكتب
حلفا الجديدة المحلية التى تقع بولاية كسلا وتتمتع بموقع جغرافي  استراتيجي وموارد مهولة قلما تجدها في ولاية اخري ، فهي محلية انتاج  وبها مشروع زراعي كبير  يوفر العديد من المحاصيل النقدية من ذرة وقمح وقطن  وعدسية فضلا عن الخضروات ، بالاضافة الى القيمة المضافة التى توفرها  المؤسسات الصناعية مثل مصنع  السكر  والمؤسسة الزراعية  ومحالج القطن  والمطاحن والان اضيف اليها مؤخرا غربال السمسم  الذي سيكون له دور  في زيادة الايرادات وغيرها من المؤسسات الاقتصادية الاخرى  التى تسهم بقدر كبير  في الدخل المحلي والقومي .
ومدنية حلفا الجديدة مدينة واعدة وبها من الامكانيات والموارد  ما يؤهلها بان تكون المدنية الاقتصادية الاولي في السودان ولكن الاهمال والصراعات  والمتغيرات والتراخي جعلها تترنح وتتراجع في كل المجالات ، مما جعلها مدينة بلا ضوضاء ،تفتقر  للخدمات الحيوية من صحة وطرق داخلية واصحاح بيئة متدنية  للغاية جعلت المدينة تعيش في ركام واكوام
من الاوساخ والنفايات  المترامية على الطرقات والشوارع  التى بدورها شوهت الرؤية البصيرية لمن يتجول في ردهات المدينة ،  فضلا عن المصارف الممتليئة  بالمياه الاسنة والاوساخ واكياس البلاستيك  والاشجار الصفبرة  التى تمنع تحرك المياه الى حيث يراد لها ، مما يهدد صحة الانسان والبيئة بصورة عامة .
هذا الوضع المزري حرك اهالي المدنية من اجل اعادة الاوضاع الى نصابها وانقاذ ما يمكن انقاذه  ،فما كان من الحراك الشعبي المطلبي الا ان يتلقط القفاز ويدخل معتكر العمل في كل الاتجاهات  رغم صعوبة المهمة  للحفاظ على موارد المحلية الغنية بكوادرها  البشرية وبنيتها الاقتصادية ، حيث طرق الحراك الشعبي المطلبي  كل الابواب من اجل الحفاظ على الحقوق وترجمتها على الارض لمصلحة المواطن الغلبان على شكل خدمات في التعليم والصحة وغيرها من العوامل التى تنهض بالمحلية والمدينة .
ان مايرايته خلال زيارتنا لحلفا الجديدة  امر يجعل الامر يتساءل مدينة  بحجم هذه الامكانيات لماذا  تعيش هذا الوضع ، المدينة تحتاج لجهد ووقفة ابنائها في الداخل وفي الخارج وتقديم الدعم المادي والفكري لاجل احداث النقلة المطلوبة لمدينة  ولدت باسنانها  وبامكانياتها وبكل تفاصيلها عندما تم  التهجير من حلفا الام (القديمة ) في ستينات القرن الماضي .
وحسب تقديري فان مدينة حلفا الجديدة مدينة واعدة  اذا ما نظر اليها اهلها بعين الجدية والاهتمام  والتفوا حولها بعيدا عن اي انتماء اخر  فالجميع في حلفا  متفقون ان قضيتهم واحدة كيفية وضع المحلية في المقدمة ، وبلا شك هم قادرون اذا ما توحدت الرؤي والافكار حول  مفهوم حلفا الجديدة اولا والشروع في برنامج من اولوياته ترتيب وتنظيم المدينة وتأهيل طرقها الداخلية  وتنظيم سوقها ونظافته والتفكير بصورة عملية لانشاء مكب ومحرقة للنفايات الصلبة  واذا ما تم التعاون بين الجميع  شعبين ورسمين بعيدا عن التخوين والتشكيك  ، قطعا ستكون  المحلية والمدينة انموذجا حيا في كل شيء ، فهي محلية ذات خصوصية  سكانية واقتصادية تمتلك مقومات الولاية ناهيك عن كونها محلية .
هذه دعوة نطلقها لاهل حلفا وسكانها كيف يسمحون بحرق النفايات الطبية  على مقربة السكن واين هم من المستشفى وحوادثها آيلة للسقوط غير النقص في الكوادر والاجهزة وفي الاسرة ومراتب الاسفنج انه امر يحتاج لوقفة قوية من  الجميع والا ستكون النتيجة سيئة وخطرة على حياة الانسان بالمحلية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى