رأي

عرفة صالح يكتب : ابناء (التي) بالقضارف … د .عاطف عبدالواحد نموذجا

رأي : خطوة برس

ابناء (التي) بالقضارف

عاطف عبدالواحد نموذجا

0 مما لا شكل فيه ان هذه الحرب اظهرت جوانب كثيرة بالنسبة للإنسان السوداني منها الطيب ومنها القبيح وهكذا هي سنة الحياة، التى تظهر معادن الرجال في احلك الظروف بعيدا عن الموقف الشخصي من مجريات الاحداث الصعبة التى تدور روحاها الآن في السودان .
0 ما ساقني لهذه المقدمة الموقف المشرف والشجاع والقوي للشاب د.عاطف عبدالواحد ،وهو ابن من ابناء قرية (التي ) الحبيبة التى ترعرع وشب بين أحيائها وفرقانها وطرقها وازقتها وحواريها التى صنعت النجوم والافذاذ والرجال الذين خلدهم التاريخ باحرف من نور في خدمة قريتهم بكل تفاني واخلاص وعرفان .
0 فالشاب عاطف احد الافراد الذين دفعت بهم الظروف للاستقرار في مدنية القضارف سواء اكان بسبب ظروف العمل قبل الحرب او خرج بسبب الحرب التي هجرت اسر عديدة من( التى) الى مدنية القضارف ،المهم مهما كان سبب تواجده بالمدنية ، فإنه ضرب أروع الامثال في التفاني والاخلاص في خدمة مواطني قرية (التي) في مدنية القضارف ، وظل البوصلة الحقيقية في تسهيل وتيسير الامور للأسر التى استقر بها المقام بالقضارف ، وقطعا ان عاطف ليس وحده من يقوم بمساندة هذه الأسر ، أكيد هناك شخصيات مثله من القرية بالقضارف قاموا بمثل هذا العمل الجليل للأسر التى تركت منازلها واهلها واستقر بهم المقام في مدنية القضارف وقلوبهم ملؤة حسرة وحزن عميق وهم يعانون حياة النزوح ، ويفارقون الاهل والاقارب والاحباب وفي النفس شيئ من حتى ، فضلا عن انهم يعيشون الحياة بعيدا عن قريتهم التى شكلت وجدانهم وذكرياتهم الحلوة والمرة في مسيرة الحياة بتفاصيلها المختلفة.

0 الامر الذي دفعني لكتابة هذه الكلمات التى لا تساوي شيئا في مايقدمة هو ومن معه خدمة لاهله وهم في ،غربة الديار والاهل حرصه واهتمامه الشديد بربط الأسر المقيمة بالقضارف بذويهم بقريتهم ( التي) بالرغم من معاناة التواصل بسبب فقدان الشبكة ، فكثيرا ما نجده يتابع حركة التنقل من (التي) الى القضارف والعكس من القضارف الى (التي) ليضع الجميع في الصورة ، وغير ذلك من الأعمال التى يقوم بها هناك ومن معه من ابناء (التي ) المتواجدين اصلا بالمدنية نسبة لظروف عملهم منذ فترة تقدر بالسنوات فهم لم يقصروا مع الأسر التي دفعت بهم الظروف الى هناك.

0 نكتب هذا وانا بعيدا عن قريتي الحبيبة بعد ان غادرتها منذ فترة ولم يكن لى تواصل مع أي فرد من ( التي) بالقضارف ولكن عبر (قروب التي أولا) اتابع اخبار القرية والمعلومات التى نتحصل عليها عبر مراسلاته بالقروب الأمر الذي بعث الاطمئنان في نفوس الاهالي (بالتي) وخفف عنهم الكثير من المتاعب والمصاعب التى فرضتها تداعيات الحرب وتاثيراتها على كل جوانب الحياة .
0 ظل عاطف عنوانا ونبراسا ومرتكزا للتواصل ولكل من يحتاج لغرض ما من ادوية وغيرها من متطلبات ، بجانب ارتباطه الوثيق بأصحاب الحافلات من ابناء (التي) الذين أيضا لهم دور كبيرفي ايصال الرسائل المكتوبة والمنقولة شفاهة بين المواطنين في القضارف والمستقرين في (التي) .
0 وعاطف ليس وحده المهموم بقضايا اهالي (التي) وانما هناك شباب كثر مهمومين بانسان (التي ) وقضاياه سواء في الداخل او في خارج البلاد ، فالتحية لهم جميعا وهم يقدمون الغالي والنفيس من أجل رفعة ونهضة قريتنا الحبيبة ، وهنا لاننسي موقف افريقيا شرحبيل التى سهلت مهمة توفير السكن وساهمت بدرجة كبيرة في استقرار واراحة الأسر وفي ترتيب حياتهم برغم اختلاف الاجواء وحركة المجتمع في القضارف ، لها التحية وهي تقف موقف بطولي ينم عن اصالتها وحبها لانسان (التي) الذي مهما وطأت قدماه بعقة من بقاع الأرض تحدث اثرا طيبا يظل محفورا في ذاكرة التاريخ ، ويصبح حديت المجتمعات على مر الزمان ،

0 وحقيقة ان عاطف يستحق منا كل الثناء والتقدير لانه يمثل رمانة التواصل بين اهالي القرية رغم بعد المسافة وصعوبة التواصل بين الطرفين ، لا نريد قصم ظهره ولكن الحق يقال انه قدم انموذحا حيا لشباب (التي) في ظرف تواري فيها البعض عن إجراء اتصال باهله ناهيك عن خدمة مجموعة بشرية مختلفة في طريقة حياتها ومتطلباتها واحتياجاتها اليومية .

0 التحية للشاب عاطف ومن معه وهم يساندون ويدعمون الاسر بالقضارف ويقدمون لهم الدعم النفسي والمعنوي دون كلل ولا ملل لا ينتظرون شكر من احد ، ولكن يسألون الله الثواب والتوفيق في اداء واجبهم هذا ، الى ان يرد الله الجميع الى مناطقهم سالمين غانمين .

0 كل التمنيات بالتوفيق لكل أهل (التي) بالقضارف ونشكر كل من قدم لهم يد العون وساهم في تماسكهم وترابطهم ككتلة واحدة دون ذكر الاسماء والجميع يقفون و يدعمون ويساندون اخوانهم في مثل هذه الظروف العصيبة، فالواجب والقيم الفاضلة تحتم ذلك وكل هذا بفضل الله الواحد الاحد وتوفيقه ، وتمنياتي لكم بوافر الصحة والعافية ودوام الأمن والاستقرار في ربوع السودان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى