منوعات

سلسلة اساطيرنا الشعبية السودانية… الغول في قصة فاطنة السمحة

ترويها : د. سلوى عبد المجيد أحمد المشلي

لعبت مؤسسة الحبوبة التربوية دور كبير في تربية الاحفاد من خلال القصص التي تنبه و تشرح و تعطي العبرة
و الدروس من خلال عدم سمعان كلام الكبار ذي ما بنقول،
و تحكي قصة فاطنة السمحة التي خدعها الغول و أدخلته
البيت و حدث ماحدث، ايضا بجانب الدور التربوي هنالك جانب تخويفي حتى ينام الصغار من خوفهم من الغول يأكلهم
أو الشكلوتة تخطفهم و…
قصة فطنة السمحة:
فاطنة هي فاطمة و السمحة تعني الجميلة، في بداية الحجوة تقول الحبوبة (الجدة) : “حجيتكم ما بجيتكم خيرا جانا وجاكم” ، و مختصر قصة فاطنة السمحة انها كانت تسكن في الخلا مع أخوها مُحمد بضم حرف الميم كما تنطق في بعض المناطق و كان يخرج في الصباح للعمل ويرجع في المساء،
و كان يحذرها ما تفتح الباب لان (الغول) قد يحضر و يأكلها .
وفي يوم من الايام دق الغول الباب وقال ليها بصوت غليد ( غليظ) : ” فاطنة يا فطنة افتحي لي الباب انا محمد اخوك بغديك وبعشيك وبساهر الليل بناديك”، وعرفت فاطنة ده ما صوت اخوها وقالت ليه:” جر انت ما محمد أخوي حٍس محمد اخوي جرساً نقار وحسك حس الحمار”، و في رواية أخرى : ” محمد اخوي صوته صوت المزمار و انت صوتك صوت الحمار”.
ورجع الغول ومشى للحداد وقال ليه:” دايرك تطرٍق لي حسي ذي حس محمد و لو ما طرقتو لي باكلك.”
طرق الحداد حس الغول ذي حس محمد و في الطريق لقى ليه خنفسانة اكلها و رجع الغول دق الباب و قال نفس الكلام و نهرته فاطنة لانه حسه رجع ذي اول بأكله للخنفسانة، ورجع تاني للحداد و طرق ليه حسه، و رجع و طق الباب لفاطنة
و إتخدعت فاطنة بصوته وفتحت الباب ولما لقته الغول قالت ليه :” ما تاكلني أكل محمد أخوي لما يّرجع بعدين وإدسه جوه الزير (إناء فخاري لتبريد الماء) داك.”
ولما رجع محمد شم ريحة الغول و عرف خدعة فاطنة،
و فتح الزير و قتل الغول وقتل فاطنة وعمل زمارة رقبتها صفارة.
هكذا اتقتلت فاطنة بعدم سمعان الكلام و فتحت الباب الغول و كمان كانت عاوزة تغدر باخوها لياكله الغول.
من هو الغول:
ورد الغول في بعض القصص المتداولة قديما، و قد كان الصغار يخوفون باستدعاء الغول ليأكلهم خاصة إذا لم ينم الطفل بالليل فيغمض جفونه ويستسلم للنوم خائفا من قدوم الغول.
الغول عند العرب:
وقد ذكره الرحالة المسعودي في كتابة :”مروج الذهب ومعادن الجوهر” بأن بعض الفلاسفة ذكروا أنه حيوان شاذ من جنس الحيوان، مشوه وأنه لما خرج منفردا في نفسه و هيئته توحش من مسكنه وسكن القِفار، وهو يناسب الإنسان والحيوان البهيمي في الشكل.
وزعمت طائفة من العرب أن الغول اسم كل شيء يعرض في الأسفار، ويتمثل في ضروب من الصور ذكرا كان ام انثى، إلا أن اكثر كلامهم أنثى.
وقد قال أبو المطراب العنبري:
وغولا قفره ذكرا وأنثى. كأن عليهما قطع النجاد
وقال الصحابي كعب بن زهير:
فما تدوم على حال تكون بها.
كما تلون في أثوابها الغول
وقد كانت الغول تتراءى لهم في الليالي والخلوات ، فيتوهمون أنها إنسان فيتبعونها فتزيلهم عن الطريق التي هم عليها وتتيههم.
و قد ذكر جماعة من الصحابة ذلك منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه شاهد ذلك في بعض أسفاره إلى الشام أن الغول كانت تتغول به وأنه ضربها بسيفه، وذلك قبل ظهور الإسلام وهذا مشهود عندهم في اخبارهم.(المسعودي:465-466)
و قد ذكر أن بعض اهل الشرائع ذكروا ان الله تعالى خلق الجان من نار السموم وخلق منه زوجته، كما خلق حواء من آدم و أن الجان غشيها فحملت منه وأنها باضت إحدى وثلاثين بيضة، وإن إحدى البيضات اخرجت الغيلان وهم يسكنون الخلوات والفلوات.(نفسه: 467-468)
الغول متواجد محن بأشكال مختلفة في حياتنا مثلا في شكل ابو لمبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى