عبقريــــــــــا ت سودانية … لم تجد حظها من الإنتشار العالمي
بقلم : إيهاب بشير
نستعرض في هذه المساحة بعض من العبقريات السودانية في مجالات الفكر والشعر والأدب لم نحسن إظهارهم بالبرواز الذي يتناسب مع عطائهم إقليمياً أو دولياً ولم ينبري الي الأن من يسبر غور منتوجهم الفكري والأدبي بالفحص والتدقيق والتقييم حالهم حال الكتائب السودانية العسكرية التي حاربت في المكسيك وأمريكا اللأتينية وإنتصرت وعادت ولو كانوا هؤلاء ينتمون لأي قطر آخر أو ملة سوانا لسار بسيرتهم الركبان
0 ونبدأهم بالعبقري الفذ معاوية نور
تخرج معاوية في كلية غردون بالخرطوم ثم ذهب إلى مصر ليكمل تعليمه فلم يستطع غير أنه أكمله في جامعة بيروت الأمريكية بدعم من عائلته في السودان وبعد فترة قضاها في مصر رجع إلى السودان وأثر في نفسه ما لقيه من ظروف صعبة بسبب مواقفه الوطنية إبان الاستعمار الإنجليزي لاحت العبقرية في شخصية معاوية في وقت مبكر جداً من عمره وخلال الفترة التي قضاها في مصر. بعد عودته من بيروت أتصل بالأوساط الأدبية في مصر وغمر الصحف المصرية بكتاباته في السياسة الأسبوعية (1927-1933) وفي المقتطف والبلاغ وفي جريدة الجهاد (1934-1937) كما عمل محرراً في جريدة “الاجيبشيان غازيت) التي تصدر باللغة الإنجليزية. وتناول معاوية في كتاباته نقد الشعر والقصة والنثر.وكانت لمعاوية صلة صداقة قوية بالعقاد الذي رثاه بقصيدة نشرت فيما بعد في ديوان العقاد ” أعاصير مغرب” وقد ارسلها لتلقى في تأبينه بالخرطوم وأذا تتبعنا نماذج من مقالات معاوية النقدية تجد انه تلمس الطريق الصحيح لإرساء نهضة أدبية متكاملة في تلك الأيام الباكرة من تاريخنا الأدبي الحديث وذلك بالرغم من قصر حياته والاضطراب الذي عاش فيه .
0 التيجاني يوسف بشير
أحمد التجاني بن يوسف بن بشير بن الإمام جزري الكتيابي شاعر سودانى معروف ولد في بيئة ذات فضل وثقافة دينية محافظة ذات تعاليم وتقاليد في أم درمان عام 1912 م. ولقب بالتجاني تيمناً بصاحب الطريقة المعروفة، وهذا الطابع الديني ظاهر في شعره الصوفي. ثم دفع وهو صغير إلى خلوة عمه الشيخ محمد الكتيابي، فحفظ القرآن الكريم ومشى في طريقه إلى المعهد العلمي في أم درمان فلم تختلف بيئته، وألم في المعهد بعلوم اللغة العربية والفقه وابتدأ يقرض الشعر بين أنداده. وفصل من المعهد لخلاف فكري بينه وزملائه تم تصعيده لمرحلة تكفيره بسبب ما قاله إثر نقاش بينه وزملائه تمت فيه المقارنة بين شعر أمير الشعراء أحمد شوقى، وحافظ إبراهيم فقال ما معناه (إن شعر شوقي كفضل القرآن على سائر الكتب) فاثار حفيظة مدير المعهد(أحمد محمد أبودقن مدير المعهد العلمي آنذاك) الذي فصله. فعمل بائعا في محطه لبيع الوقود وأكب على دراسة كتب الأدب القديم، أو كتب الصوفية والفلسفة، وقد استغرقته هذه الدراسات حتى دب اليه الوهن وأصيب بداء الصدر وظل يعاني المرض والفقر والقهر الاجتماعي والسياسي، وظل يعاني حتى مات.. مخلفاً إنتاجا أدبيا غزيرا كثيرا ما تجرى المقارنة بينه وبين الشاعر التونسى المعروف أبو القاسم الشابي حيث انهما عاشا في نفس الفترة تقريبا وتشابهت تجربتهما لحد بعيد من مواليد امدرمان1912 وتوفي 1937 عن عمر يناهز الخامسة والعشرين
0 محمد المهدي المجذوب
محمد المهدي المجذوب (1919 – 1982) شاعر سوداني ولد بمدينة الدامر بالولاية الشمالية، ويعد من المجددين في الشعر العربي والسوداني ومن جيل ما بعد رواد النهضة الشعرية السودانية والعربية مباشرة. والده هو الشيخ المتصوف المعروف بالسودان محمد المجذوب المنتمي لقبيلة الجعليين من قبائل الشمال الأوسط السوداني. ومثله مثل أقرانه فقد دفع به إلى خلوة والده وهو صغير فتعلم فيها القراءة والكتابة وعلوم القرآن، ثم ارتحل إلى الخرطوم للتحصيل المدرسي، والتحق بكلية غردون التذكارية وتخرج من قسم المكتبة كاتبا.عمل محاسبا في حكومة السودان وتنقل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب مما أفاده في صنع ذخيرة خيالية مهدت مع استعداده الفطري لتطور صنعته الشعرية.
0أعماله الشعرية والأدبية والفنية
كان المجذوب من المكثرين في الشعر فأخرج عدة دواوين شعرية، وكان نشطا في أبناء جيله فحرر وكتب في عدة مجلات وصحف سودانية وعربية وكان مجيدا للغتين العربية والإنكليزية فعمل عدة حوارات مع اذاعات محلية وعربية وعالمية. كما قدم لعدد من الكتب والدواووين الأخرى
قام بالتقديم لدواوين عدة منها ديوان الشاعر محمد محمد علي وديوان الشاعر الناصر قريب الله وغيرهما. كما شارك في مجلات (النيل) و(هنا أمدرمان) ومجلة (الشباب والرياضة) وغيرها من المجلات السودانية، وعربيا فقد نشرت له (دار الهلال) و(الدوحة) ومجلة (الآداب) البيروتية وله عدة لقاءات اذاعية من أبرزها لقاءاته مع الاذاعة والتلفزيون السودانيين وإذاعة صوت العرب وإذاعة صوت أمريكا والاذاعة الألمانية والمصرية والتونسية. أسس مع الأستاذ محمود محمد طه الحزب الجمهوري في السودان، ورغم تكوينه الصوفي إلا أنه قد كان استقلاليا وضد الطائفية وديموقراطيا، ولقد إنخرط في الحياة السياسية العامة مناضلا ضد الحكم الثنائي -الاستعمار البريطاني المصري، ولقد كان من الأوائل الذين اعتقلوا في الحركة السياسية السودانية التي نشأت عقب مؤتمر الخريجين. وله قصائد في مدح مواقف الحزب الجمهوري ورئيسه محمود محمد طه
0 الشاعر الهادي آدم
ولد في مدينة الهلالية في السودان الهادي آدم (1927 م – ديسمبر 2006 م) تخرج في كلية دار العلوم بالجامعة المصرية وحصل علي درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وحصل علي دبلوم عال في التربية من جامعة عين شمس، ثم حصل علي الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان وعمل معلما بوزارة التعليم بمدينة رفاعة .
للشاعر الهادي آدم شعر وافر وله دواوين، اشهرها ديوان «كوخ الأشواق»، الذي يعده النقاد من أفضل ما قدم للأدب وللمكتبة السودانية، وكتب في مجالات الإبداع الأدبي الأخرى .
0 اشهر ماكتبه
واشهر ما كتب في هذا المضمار مسرحية باسم «سعاد». كتب عدة أشعار منها قصيدة غداً ألقاك التي غنتها المطربه أم كلثوم. فيما كتب العديد من القصائد آخرها قصيدة لم تنشر بعد بعنوان (لن يرحل النيل)يصور فيها بريشة الفنان ذكرياته العزيزة التي عاد يتفقدها في حي منيل الروضة الذي سكنه في صباه.ويعتبر النقاد في الخرطوم الراحل آدم، 80 عاما، أنه ظل لعقود في مصاف الشعراء الكبار، ليس على مستوى السودان، وإنما على مستوى العالم العربي. ورغم أنتمائه لجيل سابق للحركة الشعرية المعاصرة، فإنه يعتبر من الشعراء المحدثين.
0 من المعلمين الكبار
والهادي آدم من المعلمين القدامى في السودان في شتى المراحل الدراسية، خاصة المرحلة الثانوية العلياحيث درس في مدرسة حنتوب الثانوية. ويشهد له النقاد ودارسو تاريخ الأدب في بلاده، بأنه من أوائل الذين ساهموا في نهضة الشعر في البلاد، من خلال الجمعيات الأدبية التي كان يشرف عليها في المدارس التي عمل فيها في شتى بقاع السودان يذكر أن قصيدة (أغدا القاك) اختارتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم من بين عشرات القصائد التي قدمت لها إبان زيارتها للسودان في عام 1968 م.و للشاعر الكبير مجموعة شعرية كاملة تضم كل أعماله الشعرية (كوخ الأشواق ونوافذ العدم وعفوا أيها المستحيل وتمت طباعة هذه المجموعة عن طريق مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم .