منوعات

الراحل محمد عبدالله محمديه …وظلم ذوي القربي!!

بقلم : إيهاب بشير

اتت ذكرى رحيل صاحب الإبتسامة الساحرة في الأوركسترا السودانية صاحب القوس المنمنم والنغم العذب وأشهر صولست على الكمان الراحل محمد عبد الله محمدية ونحن نعيش الحرب والدمار وفقد الامن والامان وهو الذي يعد من الرموز الموسيقية في الحياة السودانية فهو علاوة على موهبته الباكرة التي صقلها بدراسته للموسيقي بمعهد الموسيقي الشرقية بجمهورية مصر العربية وعمله باوركسترا القاهرة السيمفوني كأول سوداني يعمل بها ويمتاز بأنه عزف مع جيل الرواد من الفنانين, الموسيقار محمدية عاصر أجيال عديدة من عمالقة عازفي الكمان مثل علاء الدين حمزة وخواض والسر وعبدالله عربي وبدر التهامي وعبدالفتاح الله جابو وسيف النصر واحمد المبارك ومحجوب عواض ، والقائمة تطول، رحل بعد أن ثبت أقدام الكثيرين من المغنيين في أرض الفن الوعرة والشائكة وقد ترأس عدد من الفرق الموسيقية بالأذاعة والتلفزيون وكان عضواً في عدد من لجان إجازة الصوت بالأذاعة السودانية وظل في عطاء متصل ومتفرد طيلة حياته التي وهبها للفن والموسيقي الي أن داهمه المرض اللعين و بعد معانأة ومعركة شرسة مع المرض إنتصر عليه المرض و الزمه الفراش وشحذ العلاج داخل وخارج الحدود بعد أن هجر قوسه في أواخر ايامه بعد تسجيله لآخر حلقاته ومشاركته في برنامج أغاني وأغاني على النيل الازرق ومن ثم غادر للعلاج خارج السودان مرتان على التوالي وعاد من رحلاته ولزم سريره في منزله وكان لايستقبل إلا دكتور عبدالقادر سالم وابوعركي البخيت الذين كانوا يداومون على زيارته يوميا الي أن غادر دنيانا الفانية .
رحل وكان مساهماً برأيه في كل أمور إتحاد المهن الموسيقية بإعتباره من أقدم أعضائه علاوة علي إنه تمتع طيلة حياته بحسن الخلق والأخلاق ويعد مرجعية لكل من تقلد رئاسة الإتحاد مؤخرا كونه عايش وعاصر مجايليه من الرواد الذين أسسوا الإتحاد في بداياته منذ أن كان نقابة الي أن صار علي ماعليه الأن وقد ساهم مساهمة لافته في عدد كبير من الالحان مع عدد كبير من الفنانين والأمر الغريب إنه كان قد أعلن في إتحاد المهن الموسيقية عن قيام تأبين للراحل في ذكري رحيله الأول والغي بدون إبداء أسباب واضحة والشيئ الغريب أن أغلب أعضاء الإتحاد فؤجئوا بالتأجيل وأسبابه حالهم حال بعض الزملاء الإعلاميين والجمهور المحب للراحل مما يؤكد العشوائية التي إنتهجت في تأبين قامة سامقة وعطاء متصل وبصمة واضحة في مسيرة الغناء والموسيقي في السودان لاينكره الا من به رمد,
ومحمدية يفترض أن يكون تأبينه بمشاركة كل الموسيقين والفنانين وبحضور كل وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمشاهد وتوثق مسيرته لتدرس ضمن المناهج الدراسية وترصد جوائز سنوية للتفوق الموسيقى باسمه فهو صاحب عطاء مميز وكثيف وكان حرى بالقائمين على أمر التأبين أن يقدروا الراحل حق قدره الحقيقي ويثمنوا عطائه في الوجدان الجمعي للأمة السودانية وهم أقدر الناس على رصد كل ماقدمه خلال مسيرته العامرة فهو كان لايحتاج ساعتها لدروع أو وشاحات أو قطعة أرض بل كان هو في أمس الحاجة لصالح الدعوات التي تصدر من قلوب عامرة بالإيمان والتقوى والورع وتقدر عطاءه الانساني ولنرفع أكف كل من عرفه وتلمس فيه طيب المعشر والأخلاق الفاضلة والأدب الجم والتواضع الذي عاش به والإبتسامة الساحرة التي تخلب الألباب طالبين من المولي عز وجل أن يسكنه دارا خير من داره وأن يبدله أهل خير من أهله وأن يسكنه الجنان بقدر ما أعطي ولم يستبق شيئاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى