محفوظ عابدين يكتب : مسارات…شكرا والي نهر النيل(3)

رأي: خطوة برس
هناك الكثير من العبارات والجمل والكلمات التي ظهرت في فترة الحرب واصبح كثيرا منها (ترند) في وسائل التواصل الاجتماعي ومنها من اصبح متداول بين مجالس الناس في السراء والضراء.
ومن بين تلك العبارات التي أطلقها القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مثل كلمة (دبلو) واطلاق كلمة (الكاهن) على البرهان ومن الكلمات مثل (أمن ياجن) ،و(من ياتو ناحية) للشهيد محمد صديق وغيرها.
ومن ناحية المليشيا برزت كلمات (الجاهزية) و(الاشاوس) و(الشفشفة) و(عرد) و(أم قرون)،و(دنيا زايلي ونعيمكي زائل)
ومن بين (طرفى الصراع) في الحرب كما تقول الفضائيات المنحازة للمليشيا ظهرت عبارة واخذت حظها من الانتشار والتداول من بين الكلمات والعبارات التي ظهرت في زمن الحرب وهي كلمة( *التعليم لاينتظر* ) وهي عبارة اطلقها والي نهر النيل محمد البدوي عبد الماجد عندما اصدر قراره الشجاع بفتح المدارس في العام الاول للحرب والناس في حالة خوف على انفسهم فكيف يكون حالهم وهم يخافون على فلذات اكبادهم وهم يبدأون الدراسة في ظل الظروف الأمنية الصعبة والولاية كلها تحت التهديد (النظري) و(العملي) للمليشيا.
ولكن بفضل الله عبر عام الحرب الاول والعام الذي يليه وكانت وزارة التربية والتعليم بولاية نهر النيل بقيادة الوزير أحمد حامد يس قد نجحت في إنفاذ قرار حكومة نهر النيل بفتح المدارس وحفظت لألاف الطلاب اعواما من اعمارهم كان يمكن ان تضيع في انتظار نهاية الحرب ولكن كما قال والي نهر النيل ( *التعليم لايتنظر* ) وكان قرار حكومة نهر النيل بفتح المدارس دافعا لكثير من الولايات الامنة أن تفتح مدارسها مثل البحر الاحمر والشمالية وكسلا والقضارف وغيرها.
بل ان ولاية نهر النيل ذهبت الى ابعد من ذلك عندما فتحت مدارسها لألاف الطلاب النازحين من الخرطوم والجزيرة وضمنت للالاف منهم ان يعبروا من المرحلة الابتدائية الى المرحلة المتوسطة ومن المتوسطة الى الثانوية.
وكان لولاية نهر النيل شرف ان تقود إمتحانات الشهادة السودانية كاملة من داخل اراضيها لأول في تاريخ الولاية وفي تاريخ إمتحانات الشهادة السودانية التي لم تخرج من ولاية الخرطوم كاملة.ونجحت ولاية نهر النيل بالتعاون مع وزارة التربية الاتحادية في إدارة هذا الملف بنجاح تام وهي تستضيف آلاف الطلاب من جميع ولايات السودان لاداء إمتحانات الشهادة السودانية من داخل محلياتها السبع.
ونالت ولاية نهر النيل رضاء البعثات الدبلوماسية في الخارج ورضاء الجاليات السودانية في دول المهجر وهي تدير إمتحانات مرحلتي الابتدائية والمتوسطة في المدارس الخارجية في عدد من قارات العالم بنجاح تام وهذا مؤشر على القدرة والكفاءة التي يتمتع بها منسوبي وزارة التربية والتعليم بولاية نهر النيل.
ولم تكتف وزارة التربية والتعليم بما (زان) صدرها من اوسمة وما (تزين) به عنقها من (سلاسل) النجاح. بل نفذت اجتماعا مهما لمديرو التعليم في ولايات السودان وكان مهما هذا الاجتماع لانه متعلق بمستقبل التعليم المرتبطة اصلا بمستقبل البلاد وكان ذلك متزامنا مع احتفالات البلاد ب(عيد العلم) وهو عيد قومي والذي تكفلت ولاية نهر النيل باقامته في عامي الحرب وكانت شندي والمتمة استضافته في العام الماضي.وهذا العام كان من نصيب الدامر والتي انجبت من ضمن ما انجبت العلامة البروفسيور عبد الله الطيب ومحمد المهدي المجذوب
وهذان الحدثان اللذان استضافتهما الدامر مؤتمر مديرو التعليم بالولايات وعيد العلم وشرفها بالحضور نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد مالك عقار قد اعادا مشهدا مهما في تاريخ السودان.
وهذا المشهد الذي جمع بين عضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار وهو من أبناء النيل الأزرق ،ووالي نهر النيل محمد البدوي وهو من الشمالية قد ذكرني بالتحالف الذي تم بين عمارة دنقس من النيل الأزرق وعبد الله جماع من الشمال لاقامةاول دولة اسلامية في السودان في العام( 1504م) واليوم تتكاتف وتضامن جهود (ودعقار)و(ود البدوي) من اجل نهضة التعليم في السودان.
والتحية لوزير التربية والتعليم بولاية نهر النيل أحمد حامد يس وأركان (حربه) و(سلمه) الذين تحملوا عبء قرار الوالي بفتح المدارس رغم الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد وكان هم حلفاء النجاح ولم يكن النجاح حليفهم.





