رأي

خالـــد محمـد الباقــريكتب: على نـــار هادئـــــــة… رسالة الفن ، إبداع أقوى من الرصاص وأغنية تقول إن هذا الوطن لا يـبـاع

رأي: خطوة برس

⭕ في اللحظة الفارقة التي يمر بها السودان، على وقع طبول التمرد الغاشم لمليشيا مجرمي الدعم السريع، وتآمر الأعداء المستتر خلف أقنعة المصالح والأطماع، لم يعد الفن ترفاً نخبوياً، بل تحول إلى جبهة ثقافية وبيان وطني لا يقل أهمية عن خنادق القتال. إن الوطن الذي تغنى باسمه عمالقة الفن والشعر ، من أحمد المصطفي ومحمد الأمين ووردي والكابلي إلى أبو عركي ونُجوم العصر، ينتظر من أهله اليوم ليس مجرد إبداع، بل موقف تاريخي يوثق ويدعم ويوحد.
⭕ إن الدور المطلوب من الفن والفنان السوداني ليس وليد اللحظة، بل هو امتداد لـمسيرة مقاومة متأصلة في الوجدان الجمعي. فلطالما كان الشعر والغناء هو الأداة الرئيسة للتحريض الوطني في وجه الاستعمار، وهو اليوم الدرع الواقي من التفتيت. فحين تعجز السياسة عن التعبير، يتدفق صوت الفنان ليكون لغة حقيقة عالمية تنقل مأساة الوطن وصمود شعبه إلى كل زاوية، ليحفظ الهوية من التآكل ويوثق الملاحم بعيداً عن تقلبات الوثائق الرسمية.
ثانياً: رسالة الفن … بوصلة أخلاقية ووثيقة صمود
على هذا الأساس التاريخي، تتركز رسالة الفن في هذه الظروف المصيرية في أبعاد أربعة متكاملة، تهدف لخدمة صمود الدولة الوطنية والدفاع عن كيانها .
⭕ يجب أن تكون الأغنية والقصيدة وقوداً روحياً لا ينضب. فالتغني ببطولات القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة لها، وتمجيد تضحياتهم في سبيل صون التراب والكرامة، هو عمل وطني يحارب اليأس ويُثبّت القلوب.
⭕ الفن مطالب بالتركيز على لحمة النسيج السوداني، مؤكداً أن المعركة هي معركة وجود وطني ضد أطماع داخلية وخارجية، وليست صراعاً جهوياً أو قبلياً.
⭕ يتحمل المبدعون مسؤولية توثيق أهوال الحرب وفضح فظائع المليشيا المجرمة. فكل لوحة وكل عمل مسرحي هو شهادة دامغة ضد مرتكبي الجرائم، وحماية للذاكرة الوطنية من التلاشي والتشويه الممنهج.
⭕ إنها مسؤولية أخلاقية لرسالة الفنان. يجب أن يتفاعل الفن بقوة مع معاناة المدنيين، وأن يكون صرخة عالمية تكسر الصمت حول الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان، كما يحدث في قضية احتلال الفاشر. إن الفن هو الأداة الأقوى لنقل المأساة وحشد الدعم الإنساني والعدالة.
⭕ إن الفن، بكل ألوانه، هو اليوم البوصلة الأخلاقية التي يجب أن توجه الوجدان السوداني نحو خيار العزة والكرامة الوطنية. على عاتق المبدعين تقع مسؤولية تخليد ملحمة الصمود، وتسليم راية الوطن سليمة إلى الجيل القادم.

حـروف عـلــى الـنار
ـــــــــــــــــــــــــ
⭕ فليكن إبداعكم اليوم أقوى من الرصاص، وأشد ثباتاً من الجبال، شاهداً على أن هذا الشعب لا ينكسر، وهذا الوطن لا يُباع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى