محفوظ عابدين يكتب : مسارات… أمريكا…الكذاب أوصلوه إلى (خشم) الباب
رأي: خطوة برس
مسارات
.
والعنوان هذا هو مثل سوداني ومعناها بالفصيح ان( حبل الكذب قصير) واهل السودان لهم القدرة في إختصار واختزال كثير من الامثال في (المعنى) و(المبنى) وخشم الباب، هو اقرب المسافات من الداخل أو اقرب من ذلك خاصة في الغرف والمباني الداخلية الى (خشم) الباب فالكذبة عند أهل السودان مهما كانت (محبوكة) و(مظبطة) كما يقولون (سيفتضح) أمرها على قدر هذه المسافة أو أقل من ذلك وهي (خشم) الباب و(الخشم) قد تكون كلمة( دارجية) أو (فصيحة)، ومعناها (الفم) وهو مصدر الكلام ان كان (صحيحا) أو ( كذبا)
وقد إرتبط الكذب عند الأفراد فتجد في القرية أو في الحي أو مكان العمل يؤشرون عليه ان فلانا هذا كذاب ،والكذب هو واحدة من علامات النفاق اذا حدث كذب.
وعندما يكذب الفرد فهذا قد يكون أمرا عاديا ومعتادا ولكن ان تكذب (دولة) فهذا هو الأمر الجديد، وليس دولة عادية وإنما دولة تدعى انها (عظمى) أو انها إحدى قطبي العالم وإنها هي القطب الأوحد كما تدعي هذه الأيام.
والكذب الذي تمارسه الولايات المتحدة أو امريكا لا تخجل منه وتمارسه باستمرار ،وفي وضح النهار وتعلم انه كذب ولا احد يلومها وهي لا تف بالعهد وعدم الوفاء بالعهود هو ايضا علامة من علامات النفاق وهي كذلك تعادي دولا وشعوبا وتفجر في( الخصومة) وهذه ايضا علامة من علامات النفاق .
وقد يكون الأمر في حالة واحدةاو متكرر هذا الكذب اكثر من ثلاث الى خمس مرات وبعد ذلك تأتي مرة اخرى لتكذب من جديد دون ان يأنبها (ضمير) أو تستحي لها (عين).
والأدلة والشواهد كثيرة على مستوى العالم ان كانت في افريقيا أو أسيآ أو امريكا الجنوبية أو اللاتينية فإن ملف امريكا في السودان يكفي لاداناتها بالكذب عشرات المرات.
وامريكا وقفت خلف سلام (نيفاشا) الذي تم توقيعه بين حكومة البشير وحركة قرنق في العام 2005م
وبعد الوصول الى مسودة الإتفاق وعدت امريكا السودان بدفع 4مليار ونصف دولار امريكي، اذا وقع وفد الحكومة على إتفاق السلام ،وظلت تلح وتلوح بهذا المبلغ الكبير وقتها( 4.5) مليار دولار ،إلا ان وقعت الحكومة. لكنه امريكا لم تف وظلت تكذب على السودان ،وجاءت مرة اخرى وقالت ان المبلغ سيكون جاهزا بعد الاستفتاء بعد نهاية الفترة الانتقالية المحددة وقتها بست سنوات وجرى الاستفتاء ولم توف امريكا بوعدها بان تدفع ملبغ الاربعة مليار ونصف دولار أمريكي لحكومة السودان، وتجرجرت مرة اخرى وقالت ان المبلغ سيكون حاضرا بعد اعتراف حكومة السودان بدولة جنوب السودان الجديدة والمستقلة ،وإعترف السودان بها وحتى يومنا هذا لم توف امريكا بوعد قطعته على نفسها قبل ربع قرن من الزمان.
وبذات الطريقة التي كانت تكذب على السودان كانت تكذب على وفد جنوب السودان في المفاوضات وتحرضه على الانفصال ،وترسم له طريق الاماني ،وان جنوب السودان اذا انفصل سيكون أفضل دول العالم لكثرة الموارد فيه البترول والغابات والثروات السمكية والحيوانية والزراعة وإن امريكا ستشيد له الطرق والمطارات الحديثة والمباني الشاهقةوالمصانع وتفتح له ابواب التصدير وتبني لكن جيشا عظيما يمكن ان ان يحتل شمال السودان في ثلاث أيام فقط.وصدق أهل الجنوب تلك الاحلام ،وها هم اليوم يعانون ظروفا صعبة لا موارد ولا صناعات و ولا جيش ولا مطارات ولا طرق ولانهضة ،دولة جنوب السودان ظروفها الآن أصعب بكثير جدا من دولة السودان الأم والسبب أنهم و السودان سمعوا كلام أمريكا وصدقوا كلامها وهي (تكذب) وتتحرى الكذب وستكتب عند الله كذابه ان شاء الله
وهاهي اليوم تحاول ان تكذب مع السودان من جديد بالوعود وانهاء الحرب حتى يصل وفد السودان الى جنيف وتقدم له الاغراءات كي يصل الى جنيف للتوقيع على (كذبة) جديدة كما وقع السودان من قبل على( كذبة) الاربع مليار ونصف دولار أمريكي في نيفاشا.
وامريكا تكذب وتتحرى الكذب وهي كانت شريكا في اتفاق جدة الذي وقع بعد 26 يوما فقط من اندلاع الحرب وكان معظم سكان الخرطوم فيها لم يخرجوا وان تم تنفيذ اتفاق جدة في وقته عقب التوقيع مباشرة لما حدث كل الذي الحدث الان في السودان ،ولكن تبأطت وتجرجرت امريكا في تنفيذ اتفاق جدة أملا في ان تحقق مليشيا الدعم انتصار سريعا وتستولي على الدولة السودانية بعد ان فشلت الخطة( أ) بالاستيلاء على السلطة في الساعات الأولى من الانقلاب الذي كان في15ابريل 2023م وللأسف امريكا كان لديها أمل الكبير اذا فشلت الخطة( أ) تتجه الى خطة (ب) ثم الى (ج) ثم الى( د) الى ان أكملت كل الحروف الأبجدية ولم تحقق لها المليشيا اي هدف وهاهي تسابق الزمن مع قرب الانتخابات الأمريكية لتحفظ للحزب الديمقراطي الأمريكي ماء وجهه وأن يكون له حظا في جولة الانتخابات المقبلة في شهر نوفمبر القادم.
ولكن الشعب السوداني يعرف جيدا ان امريكا تكذب وتتحرى الكذب وهو الآن يجاريها حتى يوصلها الى (خشم)الباب ليعرف العالم ان امريكا كذابة.