منوعات

خالد محمد الباقر يكتب : على نار هادئة…الفن ضحية الأزمات

⭕ الفن في السودان هو أحدالمكونات الأساسية للهوية الوطنية والثقافة الشعبية ، إلا أن المشهد الفني اليوم يعاني من تحديات كبيرة نتيجة للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد . لقد أسهمت هذه الأزمات في تدهور الوضع العام للفن والفنانين، مما جعل البعض يتساءل عن مستقبل هذا القطاع الحيوي .
لقد تطور الفهم الذي نمتلكه عن الفن في السودان ليصبح مرتبطاً بقضايا أقل شأناً وأخلاقياً، مما يؤثر على سمعة الفن ويساهم في قلة تقديره من قبل المجتمع .
⭕ تتأثر الفنانين السودانيين بالتغيرات السياسية والاجتماعية، حيث يجد العديد منهم أنفسهم في موقف صعب بين الحفاظ على القيم الفنية الرفيعة والتوجهات التجارية السريعة التي باتت تفرض على الساحة. فقد أصبح الصخب وكثرة المشاهدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي سلاحًا ذو حدين، حيث يكاد يدفع الفنانين إلى تقليد ظواهر جاذبة ولكنها تفتقر إلى العمق .
⭕ تقف اليوم قلة الأدب وتفاهة المحتوى في صلب المشاكل التي يواجهها الفن السوداني. فبدلاً من أن يكون الفن مرآة تعكس الواقع وتناقش التحديات المجتمعية، أصبح علامة على السقوط الأخلاقي الذي ينذر بالخطر. الأصوات العالية والمقلدة باتت تسيطر على المشهد الموسيقي، مما يعكس انحداراً في الثقافة العامة ويجعل النخبة المثقفة تشعر بالاستياء من هذا التحول .
⭕ يتضح أن غياب القوانين التي تحمي الفن والفنانين قد أفسح المجال لانتشار كائنات فنية غير مؤهلة تحمل رسائل سلبية وتساهم في نشر قيم مغايرة. إن السلوكيات التافهة لبعض الفنانين، سواء عبر التصريحات أو المحتوى، تسيء إلى الفن وتقلل من احترامه في الأوساط الاجتماعية. هذا الوضع يستدعي ضرورة وجود إطار قانوني ينظم المشهد الفني ويعزز من قيمة الفن الحقيقي .
⭕ لا يمكن أن نغفل أهمية الفن كمصدر للتغيير والتعبير عن القضايا الإنسانية والاجتماعية الهامة. يجب أن نعود إلى الجذور ونستثمر في الثقافة والفنون التي تعكس تاريخنا وتجاربنا. علينا أن نعيد تعريف الفن ليكون أداة للارتقاء بالمجتمع، واحترام قيمه وتقاليده. ففي غياب هذا التوجه، ستستمر مقولة “الفن بقي كلام فارغ” في الدوي، وسيظل الفن في السودان ضحية للأزمات والانحدار الذي يعاني منه البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى