عرفة صالح يكتب : تجديد العقوبات على السودان الصمت سيد الموقف
الخرطوم : خطوة برس
تجديد العقوبات على السودان من قبل مجلس الأمن أمر طبيعي اذا كان الوضع كما كان عليه في السابق، ولكن أن يحدث الآن مع وجود المتغيرات والتحولات التى حدثت بالبلاد وجاءت حكومة بعد زوال حكم الإنقاذ وتكونت حكومات خلال الثلاث سنوات الماضية وفق مطلوبات الثورة والمجتمع الدولي، وخرجت التصريحات هنا وهناك بان السودان عاد الى حضن المجتمع الدولي وودع حكم الظلم والاستبداد وجرت مياه كثيرة من تحت الجسر وتشكل رأي عام ان المجتمع يقف ويساند السودان في عملية التحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية، وجلب حمدوك حاكم أممي مبعوث من الأمم المتحدة لترتيب أوضاع الحكم في السودان، وهرول الجماعة نحو أمريكا و سفارات الإتحاد الأوروبي ظناً منهم أنهم الخلاص من الجحيم .
ولكن يبدو ان الواقع يكذب الأحلام والتوقعات رغم ذلك جددت العقوبات، وفي جلسة مجلس الأمن في الثامن من مارس الحالي بشأن قرار عقوبات دارفور (1591) جدد مجلس الامن العقوبات مرة اخرى الى 18 شهر كقيد زمني لرفعها، والغريب ان دارفور فيها حكومة والذين كانوا يعارضون الانقاذ وقعوا على سلام جوبا وبموجبها تسلموا وظائف تنفيذية وعين حاكم للاقليم يمارس في سلطاته بشكل طبيعي، وعقدت المصالحات بين مكونات الأقاليم بالرغم من ان هنالك تفلتات أمنية هنا وهناك، ولكن في الإطار العام ان السلام اصبح واقعا حسب الاتفاق، ورغم هذه التحولات في المشهد السوداني إلا أن أمريكا ودول الإتحاد الأوروبي مررت قرار العقوبات وهي الدول التى تتصدر المشهد في السودان وتقوده حيثما تريد بواسطة بعض أبناء السودان الذين لهم قناعات بالمجتمع الدولي أكثر من قناعتهم بالدين الاسلامي وبوطنهم الأم .
والأمر المحير والعجيب أن قرار مجلس الأمن مر مرور الكرام على دعاة المجتمع الدولي الذين يعتقدون بأنه المنقذ وأنه الذي يضع السودان في الطريق الصحيح، ولكن للأسف لم نسمع بالجماعات المولوعة والمفتونة بالغرب بان تصدر بيان تأنب فيه مجلس الامن ولو من باب المجاملة، كانما الأمر يعجبهم واتفق مع مزاجهم السياسي المشوه.
بالله عليكم ألم يكن هذا موقف مخزي من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية وهى تصول وتجول في السودان عبر سفراءهم بالخرطوم لم يتركوا أي مناسبة والا حلوا بها مشاركين فيها بكل قوة ونشاط، ولكن للأسف لم تسجل أي موقف ممانع للقرار وهم الذين يدعون أنهم يساندون السودان ويدعمونه في عملية التحول الديمقراطي وفي السراء والضراء، في الوقت الذي وقفت فيه الصين وروسيا المغضوب عليها من أمريكا وغرب أوروبا ضد القرار، وأكدت كل من روسيا والصين على تحقيق السودان تقدم إيجابي كبير فى دارفور بالتوقيع على اتفاقية سلام جوبا والإتفاق السياسى الإطارى ،وقالت أن العقوبات لم تعد الوسيلة المجدية لتحقيق الأمن والسلم بل معيقة لفرض الإستقرار والأمن فى دارفور للحظر الذى تفرضه، عوضاً عن أنها أصبحت وسيلة لخدمة المصالح القُطرية لبعض الدول مما يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة ، هذا موقف روسيا والصين والبرازيل والصين وغانا والجابون .
فعلا “المتغطي بأمريكا عريان” والذي يعول على دول الإتحاد الأوروبي واهم ولم يجدي منهم نفعا، هذه المجموعة هدفها تفكيك السودان وامتلاك موارده بمساعدة اهله المستغربين الذين يدفعون في ثمن اقامتهم وجنسيات الدول التى يقيمون فيها .
هذا هو موقف الدول التى تتبنى عملية الإصلاح في السودان بزعامة أمريكا وتدعى انها حريصة على السودان وتقف الى جانبه، بالله عليكم شفتوا استهتار وابتزار وضحك وتلاعب بهذا الوطن الجريح أكثر من هذا .
المدهش حقا هناك من صدق وسلم نفسه لهما وينتظر هداياهم لبناء السودان الجديد متى يتعظ القوم ؟
عرفة