رأي

الطيب الامين الطيب يكتب : “الأنا” بين حب الذات وأوهام العظمة

رأي: خطوة برس

لما نتأمل الإنسان حنلقى أنو الأنا واقفة حجر عثرة بينه وبين صفاء قلبو، كأنها حاجز زجاجي بشوف من وراهو العالم، ولكن برؤية مشوشة، الأنا في الحقيقة هي ما شر في ذاتها، لكن لما تنتفخ حتبقى سجان يحبسنا جوة سجن الغرور والوهم، زي ما قال عبد الرحمن الكواكبي:(الاستبداد مفسد للأخلاق، مميت للشعور)، وتقريبا أكبر استبداد نواجهو هو استبداد أنفسنا بأنفسنا، وللحقيقة الأنا في أصلها وسيلة طبيعية لحماية النفس، لكن في كتير من الأوقات وفي زحمة الدنيا وصراع المصالح، بتتحول لبلوى تخلي الواحد شايف روحو فوق الناس كأنو ما خلقو من طين، عشان كدا وجب علينا أن نحسن إدارتها لا أن ننكرها.
المفكر علي شريعتي بقول عن الإنسان الحقيقي (هو الذي يتجاوز ذاته ليخدم الآخرين)، طبعا هو قول يصيب كبد الحقيقة، عشان الأنا المتضخمة بتقتل الرحمة وبتذبح العطاء من الوريد للوريد، طيب الحل شنو؟
أول خطوة نمارس فضيلة التواضع ما بس بالكلام، بل في تفاصيل حياتنا اليومية، نسمع بدل ما نقطع حديث الناس، ونعترف بغلطنا بدل ما نكابر ونعاند
ثانيا.. نتعلم نراقب دواخلنا ونسأل: هل الموقف دا دفاع عن مبدأ ولا عن غرور؟
ثالثا.. نغذي قلوبنا بالنية الطيبة (فالنية تسبق العمل ولها سلطان عليه) زي ما قال ابن خلدون.
طبعا مجتمعنا السوداني بطبيعته مجتمع طيب، ولكن شوية شوية بقت “الأنا” تتسلل وتبني في النفوس حواجز ما كانت موجودة، والواجب علينا نرجع لطيبتنا القديمة ونكسر الكبرياء الفارغ ونبني مجتمع شايل بعضه ببعض، لا مثيل ب “الأنا” ولا غارق في جلد الذات .
خلاصة القول” الأنا ” زي النار ممكن تطبخ بيها أحلى أكلة وممكن تحرق بيها البيت، الفرق كله في كيف تديرها لو كل زول اشتغل على تربية أناهو، صدقني حتبقى حياتنا أخف وأجمل والقلوب أرحب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى