صلاح دندراوي يكتب :نقطة ضوء …الكوادر الطبية..جنود في قلب المعركة

رأي:خطوة برس
نعم قد يكون الجندي حامل السلاح ويقاتل العدو ويتصدى لمطامعه هو حامي الحمى والزائد عن حياض الوطن والمتفاني في درء المخاطر عنه، لأنه يتواجد في ساحة المعركة باذلا روحه ودمه ونفسه فداءا لهذا الوطن وحماية للأرض والعرض.
ولكن أيضا هناك ساحات أخر ومعارك دائرة ضد أعداء أيضا يتربصون بهذه البشرية وبالوطن.
ومن هؤلاء جنودنا في الكادر الطبي بكل تخصصاته وأقسامه، فهؤلاء الجنود المجهولون هم أيضا يخوضون معارك قد تكون أشد مضاءا ضد العدو المرض ، أو حتى ضد العدو الإنسان الذي هو أيضا بات هذا الكادر الطبي، والمشفى الذي يعمل به هدفا مشروعا له.
لذا إذا إلتفتنا إلى حالات الإستهداف نجد الكادر الطبي هم من أوائل المستهدفين -بعد جنودنا البواسل -وكذاك المستشفيات والمراكز الصحية التي يعملون بها.
ورغم ذلك لم نجد هؤلاء_ الجيش الأبيض_ يتخلون عن مهنتهم الإنسانية فتجدهم مرابضون في مواقعهم رغم أن الموت يرفرف بجناحيه من حولهم من مسيرات ودانات ووابل الرصاص، لم يهمهم كم سقط منهم من شهيد أو جريح فقط همهم الشاغل هو ذاك المريض الذي لا حول له ولا قوة إلا بالله، فيخلصون لمهنتهم، بارون لما أوكلوا به، يعملون في كل الظروف حتى في عدم الخدمات وشح المعينات.
إن تلك الحرب التي عاشها أهل السودان كشفت كثير من الأقنعة، وأظهرت معادن الكثيرين ومحصت قيم الوطنية فينا، فكم من قشور تناثرت، وكم من جبال راسيات صمدت في وجه العاصفة غير عابئين بحجم المخاطر لأن الدافع الوطني كان هو المحرك، لذا شكلت كثير من عناصر المجتمع صخرة تكسرت على صدرها أوهام الحالمين، ومن هؤلاء كانت الكوادر الصحية والطبية الذين شكلوا حاجز صد في وجه العدو، فواجب علينا أن نوفيهم بعض مما يستحقون.






