الشائعات ضد مستشفى الأبيض الدولي ( الضمان )… من المستفيد ؟؟
بقلم : الزين كندوة
_ من المعلوم بأن أكثر الأخبار إنتشارا هو خبر الشائعة بغض النظر عن مصدرها ، ومن المستفيد منها من حيث الزمان والمكان ، والشائعة هي علم يدرس نسبة لمدى تأثيرها وخطورتها على الافراد والمجتمعات والمؤسسات الحكومية والخاصة .
وبالتأكيد من يطلق الشائعة عنده فيها أغراض متعددة الأهداف ، ومن أهمها إغتيال الشخصية الإعتبارية لدى الغير ، سوي كان هذه الشخصية الإعتبارية موظف عام أو مؤسسة او شخصية عامة ( مشاهير المجتمع ).
وفي سياق هذا الحديث نجد مستشفى الأبيض الدولي ( الضمان ) بولاية شمال كردفان ، لقد واجه موجة شائعات كبري ، لتحقيق أهداف محددة لتشويش صورته الذهنية في أذهان عامة الناس بالتقليل من كفاءه منسوبيه ، سوي كان في الإدارة العامة ، او حتي كفاءة الأطباء ، لذلك تصميم الحملة وسط العامة كانت خطيرة ، وتقول : ( مستشفى الضمان الموت بأمان ) وجملة أخري تقول : ( مستشفى الضمان الحضور بالتأكسي والخروج بالبوكسي ).
_ الملاحظ هاتين العبارتين تؤكد بأن من صمم هذه الحملة قصد منها أن يخوف إي أسرة تريد العلاج أحد أفرادها بمستشفى الضمان بأن مصيره الحتمي الموت ، مما جعل بعض عامة الناس يتبنون هذه الحملة الإعلامية الشعبية المغرضة عن جهل فاق حد التصور ، وللأمانة والتاريخ عندما لاحظت هذا العدوان بإمعان فضلت أن أقف علي حقيقة الأمر بنفسي مستغلا أدوات متعددة ، فوجدت أولا معظم الذين (يتوافهم الله) بمستشفى الضمان يأتي بهم ذويهم محمولين علي النقالة محولين من بعض المؤسسات الصحية بعد أن فقدوا امل الحياة لذويهم بالمؤسسة التي دخلوها أول مرة ، ودائما ياتون به وهو في الرمق الأخير ، وحسب المعلومات بأن المريض أحيانا يفارق الحياة قبل معاينه الطبيب له..
ويبدو للإستفادة من هذه الحالة تم تصميم الشائعة بعناية تامة ، وبالطبع الغرض منها هزيمة الإمكانيات الضخمة الموجودة بمستشفى الضمان بالأبيض ، وطبعا هو المشفي الوحيد تصميمه وتشيده حسب المواصفات الدولية ، وبه أجهزة متطورة ونادرة جدا ، ولقد ساهمت فعليا في تمزيق فاتورة السفر لكل مرضي غرب السودان بغرض البحث عن التشخيص الدقيق .
_ الواضح جليا بأن من صمم وبث هذه الشائعات له مصلحة مباشرة في تعطيل المستشفى ، أو تقليل التردد الي أقل عدد ممكن لتعجز عن تقديم الخدمة بالمعادلة الصفرية مابين مصروفات التشغيل عموما ، والإيفاء بمتطلبات تقديم الخدمة قياسا بالتردد الفعلي ( حسب إقتصاديات ومستهلكات الطب البشري الحديث ) .
لذلك يظل السؤال حائرا هل هناك جهات مصالحها إرتبطت بشكل عضوي بتدمير مستشفي الضمان كليا كما إرتبطت بتدمير ( مستشفى الأبيض التعليمي ) حتي ينتعش سوقها التنافسي؟ وهنا يأتي سؤال مهم لماذا المتنافسون لا يصممون مشافي بمعايير دولية تكون شبيه بالضمان لتكون جاذبة حتي لا يتحاجون لإي إجتهادات أخري ؟ ويكونوا ملتزمين بشكل صارم في تقديم كل الخدمات ، وفق البرتكول العلاجي ومتابعة المريض بما في ذلك الوجبات الغذائية تماشيا مع البرتكول الغذائي لإي مريض كما هو الحال بمستشفى الضمان .
_”وإني أتصور اذا حدث ذلك من الممكن أن تكون الأبيض قبلة للسياحة العلاجية قريبا ، بالذات شركات تصنيع وبيع الأدوية الدولية فيما يتعلق بتوزيع الدواء ( العينات المجانية) لقياس الأثر العلاجي ، ومن الممكن أن يتطور المفهوم العلمي والبحثي مستقبلا ، وكل مريض يمنح الدواء من الأخصائي وفق الخارطة الجينية له .
عموما نقول بأن مستشفى الأبيض الدولي( الضمان ) به كوكبة نيرة من الأطباء والأخصائيين ، وهناك إدارات ملتزمة بضبط الجودة الشاملة ، تتقدمها الدكتورة ( بنت البلد الغيورة ) آمال خليل يوسف .
_ في ظل هذه المعطيات تظل مستشفى الأبيض الدولي (واحة علاجية ) لكل أهل كردفان والسودان عموما ، ويكفينا فخرا ، بأن تبذل إدارة مستشفى الضمان في وقت الشدة ، وفي ظروف هذه الحرب أكثر من ثمانية مليون وخمسمائة الف جنيه سوداني عبارو تكلفة علاج مصابي ومصابات مدرسة ابوستة الثانوية بنات . وأيضا أنفقت كمسؤولية مجتمعية أكثر من خمسة وأربعون مليون جنيه سوداني للعام( ٢٠٢٤).
فضلا عن التخفيض اليومي لكل التردد الذي يتجاوز (١٠%) في العمليات وخدمات العلاجية الأخري للمريض .
فضلا عن التأمين الصحي الذاتي لكل أسر العاملين بالمستشفى ( تأمين شركات)
_ على إي حال نحن ندافع عن مستشفى الضمان لأننا مدركين لتاريخ تشيدها، والأسباب الموضوعية بأن تكون في هذا المكان وفي تلك الزمان ، وللمستقبل أيضا ، لذلك هي من المكتسبات الباقية لكل أهل السودان حقيقة بالذات بعد حرب (١٥ أبريل للعام ٢٠٢٤) .
فالمحافظة عليها كصرح صحي إستراتيجي بالبلد أولي من تدميرها بسبب حفنات دراهم زائلة ..
ودمتم ،،،
(٤ نوفمبر للعام ٢٠٢٤ )