رأي

محفوظ عابدين يكتب: مسارات… لغة (المخابرات) إحيانا لا تحتاج الى (ترجمة)

رأي: خطوة برس

مسارات

تقول الطرفة المصرية ان الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات إستدعى وزير داخليته المشهور، اللواء النبوي اسماعيل وطلب منه السفر لامريكا لمساعدة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في الانتخابات لان كارتر (حبيبنا)،وكان أصيلا معنا في اتفاق كامب ديفيد ،وانت يا النبوي خبير في الانتخابات وانا فزت في عهد إشرافك على الانتخابات بنسبة( 99%) في مرات عديدة ،يلا ورينا (همتك) مع كارتر.
سافر النبوي الى امريكا وعاد وقابل السادات المتلهف لمعرفة النتيجة ولكن النبوي فاجأه بان كارتر حل (ثانيا) ،وعاجله السادات بسؤال وهو منزعج وميين طلع الاول يانبوي ؟، فرد عليه النبوي بكل برود ،الاول انت ياسعادتك.)
يا سلام على الشغل النضيف حتى في امريكا السادات طلع الاول.
وأمس حل رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل في العاصمة الادارية بورتسودان وقابل رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بحضور نظيره السوداني الفريق أول أحمد ابراهيم مفضل.
وغالبا زيارات مديري المخابرات لا تعلن ، يأتي المسؤول ويلاقي من يلاق ويذهب ولا احد يعرف
ولكن هذه الزيارة أصبحت مبذولة للإعلام ومعاها كمان صور وخبر ، وغالبا الخبر المصاحب قد لا يكون له علاقة كبيرة لما دار في اللقاء وهو خبر علاقات عامة ، عن التعاون بين البلدين والعلاقات الثنائية، و تنسيق المواقف الدولية والإقليمية وعلى هذا نسق تكون هي شاكلة الأخبار التي تظهر في مثل هذه الحالات.
ومثل ماقالت الطرفة المصرية إعلاه ان مرشح الحزب الديمقراطي وقتها جيمي كارتر كان (مزنوقا) في الإنتخابات في ذلك الوقت واستعان بالخبرة المصرية فإن قيادات الحزب الديمقراطي الأمريكي اليوم هي في حالة (زنقة) كبيرة جدا اكبر من (زنقة) سابقهم كارتر ،والحالة الصعبة التي يعيشها الرئيس بايدين ومرشحتهم للرئاسة كمالا هارييس ووزير الخارجية أنتوني بليكن، ومبعوثهم الى السودان توم بريلليو هي (زنقة) الانتخابات القادمة في نوفمبر المقبل ، ان وضعهم سيء جدا للغاية وهم يواجهون خصما متمرسا وفي قبضته كل ملفات( الفشل) للخارجية والملفات الفشل للبيت الأبيض في عهد بايدن وبليكن. وكل نجاحهم فيما تبقى من زمن وهو بالحسابات السياسية زمن (ضائع) فان نجاحهم كله متعلق بهذا السودان (المسكين)في نظرهم و(الضعيف) جدا حسب اعتقادهم والذي يمكن ان ياتي بالتعليمات وينساق (طوعا ) أو( كرها)بالأوامر من غير قوة له ولاحول.
ويبدو السودان من قوة موقفه وتعامله بالحجة والمنطق فقد كشف (عورات) الادارية الأمريكية التي أصابها الخجل وهي تترنح أمام الضربات السودانية المحكمة التي افقدتها الصواب واسقطت من يدها كل انواع العقاب التي كانت تهدد بها،وبدأت هزيلة وضعيفة أمام الراي العام العالمي
ومثلما قالت الطرفة فإن كان الرئيس السادات قد بادر من نفسه من اجل مساعدة كارتر ،فان الادارة الأمريكية الحالية طلبت( عدييل) من مصر مساعدتها في( تليين) مواقف السودان حتى يخرج الحزب الديمقراطي من هذه (الورطة) وإن لم يخرج منها فانه لا محالة سيخرج من الحكم.
مدير المخابرات المصري اللواء عباس كامل كان مديرا لمكتب الرئيس السيسي عندما كان السيسي مسؤولا عن هيئة الاستخبارات في الجيش المصري ولان عباس كامل تجاوز السبعة أعوام ان لم يكن قد إقترب من العشرة سنين وهو في هذا المنصب ومن المتوقع ان يرتقي كامل، مثل ما ارتقى اللواء عمر سليمان من قبل في عهد الرئيس حسني مبارك الى منصب الرجل الثاني ،واصبح عباس خبيرا في كثير من الملفات ذات الخصوصية.
والادارة الأمريكية لن تجدا حلا لمشكلتها إلا عن طريق مصر التي اوفدت اللواء عباس كامل الى بورتسودان.
ولكن يبدو. ان عباس كامل موقفه قد لا يختلف كثيرا من موقف النبوي اسماعيل وزير داخلية السادات في مساعدة مرشح الحزب الديمقراطي وقتها كارتر في الانتخابات لكن النبوي إتى بالسادات الأول.
فإن النتيجة التي لا يتوقعها وزير الخارجية الأمريكي بليكن ومبعوثه الى السودان توم بريلليو ان اللواء عباس كامل سيأتي بالفريق البرهان الاول، ولاعزاء للحزب الديمقراطي الأمريكي في عهد السادات ولا في عهد السيسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى